كثر ما نسمع في الآونة الأخيرة، عن "تجميد البويضات"، فمع تأخر سن الزواج وارتفاع تكاليف المعيشة ورغبة البعض في تحقيق النجاح الأكاديمي أو المهني قبل الزواج وإنجاب الأطفال، وجدت العديد من الشابات ضالتهن في مثل هذه التقنيات العلمية. في هذا المقال نجيب عن أغلب الأسئلة التي قد ترد في ذهنك قبل اتخاذ قرارك.
ما المقصود بتجميد البويضات؟
تجميد البويضات طبيًا هو عملية استخراج البويضات الصالحة للإخصاب من المبيض ثم تجميدها وتخزينها كطريقة للحفاظ على القدرة الإنجابية للسيدات في سن الخصوبة. نجحت أول حالة ولادة طفل من بويضة مجمدة عام 1986، وبمرور الوقت، تمكن العلماء من تطوير التقنيات المصاحبة للعملية بشكل سمح للكثير من السيدات بالإقدام على هذه الخطوة.
من المرشحات لتجميد البويضات؟
قد يكون تجميد البويضات خيارًا مطروحًا للعديد من السيدات اللاتي يرغبن في الإنجاب خلال مرحلة لاحقة من حياتهن، مع الاحتفاظ بنفس درجة الخصوبة اللاتي يتمتعن بها حاليًا. وقد يلجأ البعض لهذه التقنية في حالة:
ما مراحل عملية تجميد البويضات؟
تشمل عملية تجميد البويضات 3 مراحل أساسية وهي:
- تحفيز المبيض
في هذه المرحلة يصف الطبيب بعض الأدوية الهرمونية لتحفيز المبيض على إنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات، بدلًا من البويضة الواحدة التي تنضج شهريًا في المعتاد، وقد يصف الطبيب أيضًا بعض الأدوية لمنع التبويض المبكر، لضمان الحصول على بويضات ناضجة وصالحة للإخصاب فيما بعد.
في أثناء تناول العلاج، تُجرى اختبارات الدم لقياس مدى استجابة المبيض للتحفيز الهرموني. عادة ما تزداد نسبة هرمون الاستروجين وتبقى مستويات هرمون البروجيسترون منخفضة حتى بعد التبويض. تُجرى أيضا فحوص الموجات فوق الصوتية لمتابعة نضج البويضات في حويصلاتها داخل المبيضين.
عندما تصبح الحويصلات جاهزة لاستخراج البويضات منها -بعد 10 : 14 يوم- تحقن المرأة ببعض الأدوية المساعدة على خروج البويضات من حويصلاتها بالمبيض.
- سحب البويضات
تخضع المرأة للتخدير في عيادة الطبيب المختص قبل سحب البويضات، ثم يستخدم الطبيب أسلوب الشفط بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، حيث يدخل مسبار الموجات فوق الصوتية لتحديد حويصلات البويضات الناضجة.
تدخل إبرة عبر المهبل ومنها للحويصلات، ليبدأ جهاز الشفط المرتبط بالإبرة في إزالة البويضات من الحويصلات. يمكن أن يصل عدد البويضات في المرة الواحدة لـ15 بويضة، ما يعزز من فرص الإنجاب لاحقًا.
قد تعاني المراة بعد عملية السحب من بعض التقلصات، ويستمر الشعور بالانتفاخ والضغط لعدة أسابيع حتى يزول تضخم المبيضين من أثر العلاج الهرموني.
- التجميد
بعد وقت قصير من سحب البويضات تبدأ عملية التبريد بالتزجيج، وهي الطريقة الأمثل لحفظ البويضات، وتتم عن طريق التبريد السريع للبويضات -لمنع تكوين بللورات الجليد- في أوعية تحتوي على النيتروجين السائل، الذي يحافظ على درجة الحرارة دون الصفر.
عند الرغبة في الحمل، تبدأ عملية الإذابة للحصول على البويضات وتلقيحها صناعيًا في المختبر، بحقن الحيوانات المنوية بها، ثم الاحتفاظ بهذا الجنين لعدة أيام قبل زرعه في الرحم ومتابعته حتى يتطور لحمل سليم.
بعد العملية
يمكن ممارسة الأنشطة الحياتية المعتادة في خلال أسبوع من السحب، ولكن يجب الرجوع للطبيب فورًا في بعض الحالات:
- ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38.6
- آلام مبرحة في البطن
- اكتساب كيلو جرام أو أكثر من الوزن خلال 24 ساعة
- نزيف مهبلي غزير
- صعوبة في التبول
هل يمكن الاحتفاظ بالبويضات لمدة طويلة؟
من الناحية النظرية، فإن البويضات يمكن الاحتفاظ بها لسنوات عدة، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أن تأخر سن الحمل يرتبط بعدد من المخاطر الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بسكر الحمل وزيادة احتمالات الولادة القيصرية، ولذلك تضع أغلب العيادات المتخصصة سنًا محددًا لمن يريدن الحصول على حمل صحي من بويضة مجمدة.
ما عوامل نجاح عملية تجميد البويضات؟
قد لا تمثل عملية تجميد البويضات حلًا سحريًا للحصول على الحمل في أي وقت، ولكنها تمنح البعض فرصة لتحقيق الحمل مستقبلًا، إذا وجد ما يمنع تحقيقه في الوقت الحالي. وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي، فإن 2 : 12 % من البويضات المُجمدة ينتج عنها حمل سليم في النساء دون 38 عامًا.
لذلك قد تلجأ بعض السيدات لتجميد عدد كبير من البويضات لزيادة فرص الحمل مستقبلًا، كما قد يلجأ بعضهن إلى إجراء عمليات التلقيح الصناعي عدة مرات قبل الحصول على حمل سليم. هناك بعض العوامل التي تؤثر في نجاح تجميد البويضات ومن ثَمّ زيادة فرص الحمل:
هل يمكن للآنسات الاحتفاظ بالبويضات مُجمدة؟
إذا كنتِ شابة لم يسبق لها الزواج وتفكرين بالأمر، فلا داعي للقلق من طريقة سحب البويضات، فإن العديد من العيادات المنتشرة في الوطن العربي توفر لك هذه التقنية، مع إمكانية سحب البويضات عبر شق صغير في البطن.
قد يعتقد البعض أن تجميد الأمشاج مقتصر على النساء فقط، ولكن في الحقيقة قد يلجأ بعض الرجال أيضًا لتقنية التجميد بغرض الحفاظ على القدرة الإنجابية مستقبلًا. يلجأ الرجال لهذه التقنية لعددٍ من الأسباب، تعرف عليها وعلى كل ما يتعلق بـ تجميد الحيوانات المنوية من هنا
في النهاية، قد لا يكون تجميد الأمشاج حلًا سحريًا قادرًا على تحقيق الخصوبة في أي وقت، ولكنه يظل فرصة ذهبية لأصحاب بعض الحالات المرضية الصعبة والراغبون في الإنجاب مستقبلًا، كما تمثل حلًا جيدًا لهؤلاء الراغبين في تأجيل الإنجاب لظروف اجتماعية أو شخصية، مع الاحتفاظ بنفس القدرة الإنجابية.
شاهد أيضاً اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي.