تجربة يجريها صانع جبن سويسري لمعرفة تأثير الألحان الموسيقية على صناعة جبن الامنتال
لا شك أن للموسيقى تأثير عميق على حالة الكائنات الحية النفسية والجسدية أيضًا. فعلى سبيل المثال، إن كنت مزارعًا ومحبًا للموسيقى في الوقت ذاته، قد تفكر في تشغيل بعض الألحان الهادئة لتساعد البقر خاصتك على الاسترخاء، وهذا من شأنه أن يرفع من إنتاجية الحليب وفقا لبعض الدراسات، وبالتبعية من منتجات الألبان مثل الجبن.
إلا أن صانع جبن سويسري يدعى «بيت وامفلر» قرر إسماع الموسيقي للجبن بدلاً من البقر. فكرة حمقاء، أليس كذلك؟
لا يمكننا الجزم بذلك الآن، وعلى كل حال فإن الموجات فوق الصوتية -موجات صوتية بترددات عالية- تستخدم بالفعل في عملية إنتاج بعض الأغذية. عند انتشار هذه الموجات عبر سائل ما، تحفز عملية تعرف بـ «التجويف الصوتي» حيث تنشأ فقاعات بداخلها طاقة كبيرة بدرجة حرارة وضغط مرتفعان للغاية.
عند انفجارها، يمكن لهذه الطاقة أن تثير التفاعلات الكيميائية داخل السائل. فرع العلم الذي يهتم بدراسة هذه الظاهرة يعرف بـ«الكيمياء الصوتية»، وله بالفعل تطبيقات عديدة في مجال صناعة الأدوية والكيماويات.
بعد التمعن في هذه الفكرة، قام «وامفلر» بدعم من «مايكل هارينبرج»، رئيس قسم الموسيقى بجامعة الفنون في برن، بتحويل ركن من أركان قبوه إلى معمل تجارب يختبر فيه تأثير الموسيقى على تكون الجبن وخصائصه التي لا شك وأنها تشمل المذاق، وفقًا لما نقله موقع «phy.org».
يقول هارينبرج:
في البداية كنا نشك بالأمر، ثم اكتشفنا أن هناك مجال يدعى «الكيمياء الصوتية»، والذي ينظر في تأثيرات الموجات الصوتية، وتأثير الصوت على الأجسام الصلبة.
منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وقوالب من جبن الامنتال الأصفر، واحد من أشهر أنواع الجبن السويسرية، توضع في 5 صناديق خشبية لتتلقى موجات الصوت المنبعثة من مكبر صوت مدمج صغير يصدر كل روائع الموسيقى التي قد تخطر ببالك، وتتنوع بين موسيقى موزارت الكلاسيكية إلى أغاني الروك الصاخبة وحتى موسيقي الهيب هوب.
يستخدم صناع الجبن 3 أنواع من البكتيريا لإنتاج جبن الامنتال، تقوم هذه البكتيريا بتحويل سكر اللاكتوز في اللبن إلى حمض اللاكتيك، والذي يرفع من حمضية الحليب. يتخثر بروتين الكازيين بفعل الحمضية والإنزيمات المضافة لتتكون خثارة اللبن التي تتحول بدورها إلى جبن.
كذلك تستهلك البكتيريا المستخدمة حمض اللاكتيك لتنتج غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبب في تكون فقاعات الهواء التي تعطي جبن الامنتال مظهره المميز. يعتقد «وامفلر» أن الموسيقى يمكن أن يكون لها تأثيرعلى كيمياء هذه التفاعلات بينما ينضج الجبن ليطور أطعمة مختلفة طبقا للموسيقى المستخدمة، ويقول:
أنا شخصيًا أتمنى أن يكون مذاق جبن الهيب هوب هو الأفضل.
أياً كان نوع الموسيقى، نحن بالتأكيد سننتظر معرفة ما إن كانت تجربة الجبن السويسري تجربة عقلانية بعد أن يقوم الخبراء بتقييم مذاق الجبن في 14 مارس/ آذار من العام القادم.