في حياتنا نتعرض للكثير من مصادر الإضاءة، لكن ربما تكون هواتفنا الذكية هي أكثر ما نحدق به لفترات طويلة على مدار اليوم. ليس هذا فحسب؛ بل أننا لا نرتاح إلا بجعله قريبًا من أعيننا قدر المستطاع وهذا ما يزيد الأمر سوءًا.
وفيما يلي إليكم ما قد يفعله الضوء الأزرق المنبعث من هذه الشاشات
أولًا: بالعيون
بنية العين مصممة بحيث يكون لها القدرة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس، وبالتالي حماية شبكية العين. ولكن نظرًا لأنها ليست جيدة في امتصاص الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية، فإن هذا الضوء يصطدم بشبكية العين مما قد يؤدي لإنتاج مواد سامة تبدأ ببطء في إتلاف شبكية العين. لذا، فإن التعرض طويل الأجل للضوء الأزرق قد يؤثر على رؤيتنا.
تشير بعض دراسة عام2017 إلى أن أولئك الذين يقضون الكثير من الوقت أمام شاشات الهاتف الذكي أو حتى الجهاز اللوحي هم أكثر عرضة لأمراض جفاف العين من غيرهم - وهي حالة لا تنتج فيها العين ما يكفي من الدموع - والتي تمثل سطح واقي للعين. لذا، بمجرد نقل الهاتف الذكي تقل أعراض جفاف العين بشكل كبير.
لحل هذه المشكلة، قامت العديد من الشركات المصنعة بدمج ميزة جديدة تُسمى "الإضاءة الليلية"، والتي تعطي الشاشة ألوانًا أكثر دفئًا، مما يقلل من الآثار السلبية للضوء الأزرق.
ثانيًا: مشاكل النوم
ما نعلمه جميعًا أن الإنحناء والتدقيق لعدة ساعات على الهاتف الذكي يزيد من الضغط على الرقبة مما يتسبب في آلام الرقبة والعمود الفقري، والأمر الذي لا يعلمه كثيرون؛ هو أن الضوء الأزرق يمنع إطلاق الميلاتونين - الهرمون المسئول عن تنظيم النوم بشكل طبيعي، حيث أن هذا الضوء يخلق انطباعًا بأننا ما نزال بالنهار.
لذا، قد تكون فكرة سيئة أن تنظر إلى هاتفك الذكي قبل وقت النوم حيث يؤثر هذا على اتزاننا اليومي؛ مما قد يؤدي لخلل في وظائف الجسم ويعرضنا للإصابة بالسمنة، أو داء السكري، أو السرطانات ومشاكل العيون.
كما يؤكد دكتور بازان أن أكثر من نصف سكان أميريكا يعانون من أعراض إجهاد وجفاف العين، الصداع، عدم وضوح الرؤية، وآلام الكتف والرقبة، وآخر الحقائق المثيرة للاهتمام أن إدمان الهاتف الذكي قد يسبب ما يُسمى بالـ "Nomophobia" وهو رهاب عدم تواجد الهاتف الذكي.
خطوات عليك اتباعها للتقليل من أضرار الهاتف الذكي على عينيك
إذا كنت من أولئك الذين يتعاملون كثيرًا مع هذه الشاشات وتريد تقليل أي ضرر محتمل لعينيك؛ فإليك نصائح دكتور بازان التالية:
- تتوافر الآن نظارات مع عدسات تتميز بقدرتها على التكبير وفلترة الضوء الأزرق، كما أنها مضادة لانعكاس الضوء، مما يجعلها تساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بإجهاد العين.
- إبقاء هذه الأجهزة على مسافة بعيدة نسبيًا عن العيون، هو أمر لا يقل أهمية عن زيادة حجم النص عند قراءة المحتوى، وأيضًا أخذ فترات راحة متكررة عند استخدام هذه الأجهزة.
- من المهم تقليل توهج الإضاءة العلوية بغرفتك حتى تقلل من توهج الشاشة.
والآن هل لديك من أفكار إضافية تساعدنا على المضي قدمًا للتغلب على مثل هذه الأضرار؟