النساء في الفضاء - credit to Nasa blogs

النساء هنّ الأنسب جسديًا وعقليًا لرحلات الفضاء الطويلة

"أريد وضع رجل على سطح القمر"
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جون كيندي، عام 1961

ربما إذا كان جون كيندي حيًا الآن، كان سيغير رأيه ويقول، أريد وضع امرأة على سطح المريخ، وهذا ليس بدافع التضامن مع قضايا المرأة، وإنما لأسباب بيولوجية وعلمية تعزز قدرات المرأة على تحمل هذه الرحلات الشاقة عن الرجال. 

عادةً ما يُفضل الرجال في المهام الصعبة، حتى في رحلات الفضاء الأولى، كان أغلب من يقومون بمهام السفر هم الرجال. لكن في الفترة الأخيرة اتضح أنّ المرأة قد تكون أفضل من الرجال في المهام الصعبة، وأنّ ادعاء المهام الصعبة للرجال فقط  هو محض هراء، لا أساس له من الصحة. فقد ثَبُتَ أنّ النساء هنّ الأفضل والأنسب عندما يتعلق الأمر برحلات الفضاء الاستكشافية. لكن هل هذا يعني أنه يمكننا الاستغناء عن الذكور في مثل هذه الرحلات؟ في الحقيقة لا أستطيع إعطاء إجابة جازمة بشأن هذا السؤال، لكن دعنا نتعرف أولًا على ما يحدث لرواد الفضاء بمجرد الخروج من كوكب الأرض. 

عند الخروج من كوكب الأرض.. ماذا يحدث لرواد الفضاء؟ 

بمجرد تخطي المركبات الفضائية - الحاملة لرواد الفضاء - الدرع المغناطيسي الواقي للأرض، يتعرض رواد الفضاء إلى عدة مخاطر منها:

  • تعرّض للإشعاعات الضارة بسرعة كبيرة، مما يزيد خطر الإصابة بمرض السرطان.
  • حدوث تغيرات في الجاذبية، يُفقِد الخلايا والأجسام قدرتها على استشعار الإتجاه الصحيح سواء أعلى أو أسفل. 
  • انخفاض ملحوظ في الاستجابات المناعية. 
  • تدهور البصر لأسباب غير معلومة. 
  • بعض التغيرات في الجينات. 

لماذا النساء هنّ الأنسب لرحلات الفضاء؟ 

هل المرأة انسب لرحلات الفضاء؟

خلال العقود السابقة، التي بدأ فيها الإنسان الانطلاق للفضاء، أُرسل عدد كبير من البشر إلى الفضاء. مثلت النساء نسبة 11% منهم؛ أي حوالي 63 فردًا. بالرغم من أنّ فكرة إرسال طاقم مُكوّن من نساء فقط هو الأكثر فاعلية، إلا أنّ ناسا تتجنب ذلك، فقد يبدو الأمر وكأنه خدعة للعامة. لكن هناك عدة عوامل تؤكد قدرة النساء على إنجاز مهام السفر للفضاء بجدارة، منها:

لا تُعاني النساء من المشاكل الجسدية التي يتعرض لها رواد الفضاء من الرجال. كما يمكن للنساء التكاثر في أي مكان، لأنّ فترة الحمل تتم داخل المرأة وليس الرجل. بالإضافة إلى ذلك، تنتج النساء نفايات أقل من الرجال. بالتالي، تقل الحاجة إلى أنظمة المراكب الفضائية المسؤولة عن إعادة تدوير النفايات. من ناحية أخرى، يتعرض الرجال لمشاكل في الرؤية أثناء رحلات الفضاء، لكن النساء لا تُعانين منها، ولو حدث، لكان بنسبة ضئيلة. 

تتناسب الصفات النفسية للنساء مع رحلات الفضاء طويلة الأمد بنسبة أكبر من الرجال. فقط تخيل رحلة إلى كوكب المريخ تستغرق نحو 3 سنوات، يعيش جميع رواد الفضاء في مكان واحد مغلق، ومن الطبيعي أن تحدث بعض الخلافات الشخصية، لن تجد مكانًا تذهب إليه عندما تُصاب بالتوتر. من ناحية أخرى، قد تؤثر التأخيرات الزمنية في الاتصالات إلى تثبيط الروح المعنوية لرواد الفضاء. في عام 2014، أجرت ناسا دراسة لمعرفة مدى تأثير التأخر في الاتصال على نفسية رواد الفضاء، وأظهرت النتائج أنّ التأخر لمدة 50 ثانية فقط يؤثر كثيرًا على الروح المعنوية. أما في حالة النساء، فهن أكثر عاطفية وتُحسنّ التواصل بصورة أفضل، حيث تجدن في التواصل وسيلة للتفاهم لا المشاجرة. لكن هذا لا يعني أنّ الرجال لا يستطيعون التواصل بفعالية، لكن النساء هن الأفضل.

يحتاج الرجل لكميات أكبر من الطعام من أجل الغذاء مقارنة بالمرأة. الرجال يحتاجون إلى سعرات حرارية تزيد بنسبة تتراوح ما بين 20 % إلى 25 % مقارنة بالنساء. خاصةً في الرحلات الطويلة، مثل: إرسال بعثات للنجوم أو الكواكب البعيدة.

اقرأ أيضاً:  علم العادات

النساء أخف في الوزن، وهذه نقطة قوية تدعمهم، فكلما زاد وزن رواد الفضاء، زاد الاحتياج إلى كميات أكبر من الوقود، بالتالي تزداد التكلفة. وحقيقة أنّ إرسال ستة نساء أخف في الوزن عن ستة رجال يُخفض من التكلفة الكلية للبعثة، يؤكد أنّ إرسال النساء قرار ذكي وصائب. فكلما زاد وزن سفينة الفضاء، زادت كمية الوقود المطلوبة لدفع الصاروخ خارج طبقة الستراتوسفير (طبقة من طبقات الغلاف الجوي). اليوم، يكلف دفع أي آلة إلى الفضاء نحو 10 آلاف دولار / رطل، لذا نجد أن حتى الاختلافات البسيطة في الوزن، تُحدث فروقًا كبيرة في التكلفة النهائية للرحلة.

بعض النساء في رحلات الفضاء 

فالنتينا تيريشكوفا "Valentina Tereshkova"

النساء في الفضاء

فالنتينا هي أول امرأة سوفيتية تسافر في رحلة إلى الفضاء الخارجي. في الفترة ما بين 16 إلى 19 يونيو عام 1963. دارت بمركبتها الفضائية حول الأرض 48 دورة خلال فترة زمنية تُقدر بحوالي 70 ساعة. كانت فالنتينا تبلغ من العمر 26 عامًا وقت قيامها بهذه الرحلة. 

سفيتلانا سافيتسكايا "Svetlana Savitskaya"

سفيتلانا سافيتسكايا

سفيتلانا رائدة فضاء سوفيتية، وهي ثاني امرأة في العالم تصل إلى الفضاء بعد تيريشكوفا عام 1982، وأول امرأة تسافر للفضاء مرتين. في يوم 25 يوليو عام 1984، قامت بالسير في الفضاء لمدة 3 ساعات و35 دقيقة حيث قامت بقطع ولحم المعادن أثناء سيرها. وسُمي الكويكب 4118 سفيتا تكريمًا لها.

سالي رايد "Sally Ride"

سالي رايد - النساء في الفضاء

تُعد سالي رايد هي أول رائدة فضاء لناسا وأول امرأة أمريكية الجنسية تصعد للفضاء في مهمة STS-7 على متن مكوك الفضاء تشالنجر "Challenger" مع أربعة من زملائها، كما أنها ثالث امرأة على مستوى العالم تصعد للفضاء، وكانت المهمة معقدة إلى حدٍ ما، واستمرت لمدة ستة أيام، في الفترة ما بين 18 إلى 24 يونيو عام 1983. 

بيغي ويتسون "Peggy Whitson"

بيجي ويتسون - النساء في الفضاء

كانت بيغي رائدة فضاء تابعة لوكالة ناسا الدولية، وبلغ عدد أيامها في الفضاء 665 يومًا، وهو رقمًا قياسًا للولايات المتحدة. كما كان لها الترتيب الثامن في قائمة التحمل في الفضاء. وفي عام 2008، تولت قيادة محطة الفضاء الدولية أثناء البعثة 16. 

ماذا عن جمع النساء والرجال معًا في رحلات الفضاء؟ 

الجمع بين الرجال والنساء في رحلات الفضاء - credits Nasa

نستطيع القول إنّ النساء متفوقات على الرجال في الاعتبارات المادية أكثر، لكن هذا لا يعني أنّ الرجال عديمي القيمة في هذه المهام، فقد وجد العلماء أنّ الرجال يميلون للتفوق على النساء في الرحلات القصيرة، في حين أنّ النساء أكثر تفوقًا في الرحلات الطويلة، ويرجع هذا لأنّ النساء يمتلكن المهارات النفسية التي تؤهلهم للتواصل مع زملائهنّ أثناء الرحلات الطويلة، في نفس الوقت هذا لا يعني بالضرورة أنّ الرجال لا يستطيعون التواصل مع بعضهم، إلا أنّ وجود النساء يلعب دورًا حاسمًا في نجاح المهمة. 

وُجد أنّ الطواقم المختلطة من النساء والرجال في رحلات الفضاء هي الأكثر نجاحًا عن طواقم الرجال فقط أو النساء فقط. بالرغم من أنّ النساء يتفوقن في هذه الرحلات الطويلة، إلا أنه ليس من المؤكد أن تنجح مهمتهم بشكلٍ أكيد، فالمعلومات التي بين أيدينا مازالت غير كافية لحسم هذا الأمر بشكلٍ قاطعٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share