الصحة

بيروت تحتضن مركزًا للبحوث والتعليم في بيئة الحروب

كتب: ملاك مكي

[بيروت] وقع معهد الصحة العالمية في الجامعة الأمريكية ببيروت مذكرة تفاهم مع مؤسسة سويس كروس، لإنشاء مركز البحوث والتعليم في بيئة الحروب.

المركز هو الأول في المنطقة، ويستهدف إجراء بحوث في العلاقة بين الصحة والحروب؛ لكون الآثار الناجمة عن الصراعات المسلحة وآثارها على المدى الطويل غير مفهومة حتى الآن بشكل جيّد، وثمة ضرورة لأبحاث لتحديد عواقبها الصحية والاجتماعية ومعالجتها.

من ثَم فالهدف الرئيس من إنشاء المركز هو تعزيز فهم النزاعات المسلحة وآثارها الصحية، ومن ثم الاستجابة لها من خلال تعزيز قدرات العاملين الصحيّين في مناطق الحروب، وفق ما أدلت به منسقة المشروع في المعهد كلوديا متَّى.

تقول لشبكة SciDev.Net: ”سيستخدم المركز نتائج البحوث في بَلْوَرة سياسات يستفيد منها صنّاع القرار والمهنيون الصحيّون بمناطق النزاع“.

وتشير كلوديا إلى أن الباحثين المستهدفين هم الأطباء والعاملون الصحيون في البلدان التي تشهد حروبًا أو نزاعات مسلحة، ”وسيُكسبهم المركز المهارات اللازمة لإجراء البحوث ضمن قيود العمل في مناطق الصراع“.

المركز الآن في مرحلة التطوير، التي تستغرق عامًا، لتبدأ مرحلة تنفيذ البرنامج في العام الثاني، ”ومن المتوقّع أن تكون الدفعة الأولى من الباحثين المستفيدين من خدمات المركز في خريف 2019“، وفق كلوديا.

ثمة لائحة مقترحة بالموضوعات ذات الأولوية في معالجتها والتركيز عليها، غير أن المركز يرحّب بخيارات الأطباء لموضوعات ومسائل يجدونها ملحَّة وضرورية.

عن دور المركز، يمهد غسان أبو ستة، رئيس قسم جراحات التجميل بمستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بقوله: الحرب والنزاع المسلح يخلقان بيئة حيوية معادية لصحة الإنسان وحياته، ويدمران البنى التحتية، أي يأتيان على البيئة الصديقة الصالحة لمَعايشه.

يقول أبو ستة لشبكة SciDev.Net: ”إجراء بحوث لفهم ديناميكية العلاقة بين النزاع المسلح والصحة أمر بالغ الأهمية، فهو السبيل لفهم كيفية إعادة بناء بيئة صديقة“، مؤكدًا أهمية دور المركز واستمراريته حتى بعد انتهاء المعارك.

اقرأ أيضاً:  مكملات «البروبيوتيك»: بديل المضادات الحيوية لأطفالك

الفلسطيني أبو ستة -الذي عايش آخر ثلاث حروب شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة، وقدم الإسعافات الميدانية للمصابين- يشير إلى قضايا ذات أولوية للتركيز عليها في أبحاث المركز، من بينها مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، التي تشهد انتشارًا ملحوظًا في مناطق الصراع، والعلاقة بين انتشار مرضى السرطان والنزاع المستمر، وانهيار القطاع الصحي وأثره على علاج هؤلاء المرضى، وكذلك الأبحاث حول إصابات الرصاص المتفجر بقطاع غزة وترميم الأطراف، وكذلك إصابات الدماغ بسبب القرب من موجات الانفجار.

كذلك يشدد أبو ستة على أهمية ”وجود برامج لإدخال مقررات خاصة بإصابات الحروب في كليات الطب بالعالم العربي“.

من جانبه يثني الناشط السوري عبد الفتاح حمزة، على المركز، ويأمل ألا يقصر أبحاثه على الداخل، وإن كان هو الأهم، فالحرب تركت آثارها على الصحة الجسدية والنفسية على النازحين بالداخل والخارج أيضًا.

ويشير حمزة -المعني بتقديم الدعم النفسي للسوريين النازحين من مناطق الصراع- إلى أهمية أن يركز المركز في أبحاثه على مسألة الدعم النفسي أيضًا.

وحتى ينجح المركز في أداء مهمته، يقول حمزة للشبكة: ”لا غنى عن التعاون مع الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني؛ لامتلاكهم قاعدة البيانات التي تساعد في تحديد الفئات المستهدفة، وترشيح العاملين الذين سيخضعون للبرامج التدريبية“.

*ساهم في التقرير: حازم بدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share