كل ما يهمك حول أفران الميكروويف

أفران الميكروويف | أن تبدأ بالحرب وتنتهي على طاولة الطعام

بعد قضاء يومٍ شاق في العمل، تصبح أحلامنا بسيطة، فحصولك على وجبة ساخنة سريعة التحضير مع كوب من مشروبك المفضل والجلوس على الأريكة لتشاهد فيلمًا ما، كفيل تمامًا بمحو آثار اليوم عنك، وتهيئتك للراحة واستقبال يوم جديد في الغد. في هذه اللحظات نمتن بشدة لمخترع الميكروويف الذي جعل طهو وتسخين الطعام أسهل، حتى لو انتابتنا بعض الشكوك حول مدى أمان هذا الاختراع السحري. 

أن تبدأ بالحرب وتنتهي على طاولة الطعام

بعد الحرب العالمية الثانية وفي عام 1945 عمل  المهندس "بيرسي ليبارون سبينسر" في شركة "رايثيون" على تطوير الرادار. في أحد الأيام، خلال عمله اكتشف "سبينسر" أن حبة الفول السوداني التي يحتفظ بها في جيبه ذائبة ولزجة. 

دفع هذا الاكتشاف "سبينسر" لفحص المكان الذي يعمل فيه، ولم يجد شيئًا يُذكر، حتى هداه تفكيره إلى أن ما حدث ربما يكون بفعل إشعاع الميكروويف الخارج من الرادار. حاول "سبينسر" التأكد من فرضيته،  فعرّض بعض حبوب الذرة للإشعاع، ليكتشف أنها نضجت وتحولت إلى فشار، فكرر التجربة على عددٍ من الأطعمة ليجد النتيجة نفسها. 

استنتج "سبينسر" أن أشعة الميكروويف تستطيع طهي الطعام أسرع من الأفران التقليدية التي تستخدم الحرارة، وفي نفس العام حصل سبينسر على براءة اختراع لفرن الميكروويف، ليخضع أول فرن ميكروويف للتجربة العامة في مطعم بولاية بوسطن عام 1947.

 منذ بداية ظهور الميكروويف ارتبطت به العديد من الشائعات، بسبب استخدامه للموجات الكهرومغناطيسية في طهي الطعام، ففي البداية، توجس الناس من استخدامه، لكن وبحلول عام 1975 بيعت الملايين من أفران الميكروويف، وفي عام 1986 أصبح فرن الميكروويف حاضرًا في حوالي 25 % من المنازل في الولايات المُتحدة الأمريكية، وارتفعت هذه النسبة إلى أكثر من 90 % بحلول عام 1997 حتى وصلنا إلى يومنا الحالي حيث بيعت المليارات من أفران الميكروويف على مستوى العالم.

كيف يستطيع فرن الميكروويف طهي الطعام؟ 

طهو الميكروويف الطعام بنفس طريقة الطهي التقليدية ولكنه أسرع وأكثر كفاءة

هل طهي الطعام داخل الميكروويف آمن؟ 


ما زال الجدل حول أمان استخدام الميكروويف قائمًا حتى هذه اللحظة، لكن طبقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن أفران الميكروويف آمنة إذا اُستخدمت وفقًا للإرشادات مع الحرص على صيانتها باستمرار.

لا تبدأ أجهزة الميكروويف في العمل إلا بعد إغلاق باب الفرن، وبذلك تبقى كمية الإشعاع المتسرب من زجاج الفرن أقل بكثير من الحد الأدنى للإشعاع المسموح به عالميًا، وفي حالة استخدامه بالشكل الصحيح فإنه آمن تمامًا على الصحة. أغلب الأضرار الصحية الناتجة عن استخدام أفران الميكروويف سببها سخونة الأوعية أو المياه، ما قد يتسبب في بعض حالات الحروق.

لعلمك

- تُستخدم الأواني الزجاجية أو الخزفية في طهي الطعام به؛ ذلك أن الأشعة تمر خلال هذه المواد فتعمل على تسوية الأكل جيدًا، وبالرغم من عدم قدرة هذه الأوعية على امتصاص الطاقة، فإنها تصبح ساخنة بسبب حرارة الأكل.

- لا تُستخدم الأوعية البلاستيكية العادية لطهي الطعام داخل الميكروويف، ذلك أنها قد تذوب بفعل الحرارة، هناك أوعية بلاستيكية مخصصة لذلك.

- لا تُستخدم الأواني المعدنية كذلك، لأنها تمتص موجات الميكروويف، فلا يُطهى الطعام على الوجه المناسب، وتزداد درجة الحرارة داخل الميكروويف ما قد يؤدي إلى تلفه.

وهل الأشعة تؤثر على القيمة الغذائية للأكل؟ 

في عام 1982 استعرض مقال نُشر في Critical Reviews In Food Science and Nutrition  بيانات العديد من الدراسات عن تأثير طهي الطعام بالميكروويف على القيمة الغذائية، واستنتج العلماء أنه لا توجد فروق في القيمة الغذائية بين الطهي بالميكروويف والطرق التقليدية، ويعتقد العلماء أن طهي الطعام باستخدام أفران الميكروويف لا يؤثر على القيمة الغذائية، لأنها تطهو الطعام بسرعة فلا يفقد قيمته. 

اقرأ أيضاً:  اللقاحات وصحة بورعي

في عام 2010 حاول علماء من جامعة "كومبلوتنسي" في مدريد مقارنة تأثير طرق الطهي المختلفة من شواء وقلي وسلق وطهو بالميكروويف على القيم الغذائية للأطعمة، باستخدام قياس قيمة مُضادات الأكسدة في هذه الخضروات قبل وبعد الطهي، ليجدوا أن الطهي بالشواء والميكروويف كانا الأقل تأثيرًا، بينما السلق الأسوأ والقلي وسطًا بينهم. 

استهلاك الميكروويف للكهرباء كبير جدًا؛ فأفران الميكروويف المُدمجة تستخدم طاقة تتراوح بين 500 إلى 800 واط في الساعة، بينما الميكروويف العادي يستخدم طاقة بين 850 إلى 1850 واط حسب الطراز والسعة الحجمية، في حين أن الميكروويف الحديث مُتوسط الحجم يستخدم حوالي 1200 واط. وإذا تركت الميكروويف في وضع الانتظار دون عمل فإنه يستهلك حوالي 4 واط. 

في النهاية، قد يُثار الجدل من وقتٍ لآخر حول استخدام أفران الميكروويف، لكنها ومع ذلك تظل آمنة، ولا تؤثر على القيمة الغذائية للطعام بشرط الاستخدام الصحيح، والحفاظ على سلامة الجهاز وخصوصًا باب الفرن، لمنع تسريب الأشعة. في المرة القادمة التي تستعمل بها الميكروويف، تذكر أن الإنجازات العظيمة ربما تحدث عن طريق المصادفة. لذا اجتهد ولا تيأس. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share