تعاني الدول العربية ضعفًا ملحوظًا في عمليات زراعة الأعضاء نظرًا للعديد من التحديات التي تواجهها والمتعلقة بالإمكانيات ومعتقدات شائعة حول التبرع، ومع ذلك كثر ما نسمع مؤخرًا عن مشاهير وقادة عرب يوصون بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة، في الوقت عينه تسعى الحكومات جاهدة لتجهيز المنظومة الصحية ووضع الضوابط وفي المقام الأول توعية شعوبها بثقافة التبرع. فلماذا يا ترى؟
إليك هذا الانفوجراف التفاعلي: بالضغط على بعض الأيقونات تحصل على مزيد من المعلومات.
هو مريض يعاني مشاكل صحية لامتلاكه عضو أو نسيج تالف/ متضرر
المانح/ المتبرع
هو الشخص الذي يملك العضو في حالة سليمة وصحية ويستطيع أن يُعطيه للشخص المريض.
في الزرع الذاتي
يتم نقل الأنسجة من مكان سليم إلى مكان مُصاب داخل نفس الجسد. مثل: عملية ترقيع الجلد بأخذ جزء من الجلد السليم ووضعه على جزء مُصاب بجرح أو حرق، وعملية ترقيع الأوعية الدموية وهي عبارة عن توفير طريق بديل ليسمح بتدفق الدم للتغلب على انسداد الشرايين مثل الجراحة المجازية للقلب.
في التبرع
قد تربط المتبرع بالمستقبل صلة قرابة أو لا - على أي حال ينبغي توفر الحد الأدنى من التوافق.
مثل
زراعة صمامات القلب في البشر، والتي قد تُجرى باستخدام صمامات مأخوذة من البقر أو الخنازير.
في حال كان المتبرع على قيد الحياة
تكون الأعضاء والخلايا في حالة أفضل، على سبيل المثال نُخاع العظام والكلى يُفضل أن يتم التبرع بهما من أشخاص على قيد الحياة.
التبرع من جثة حديثة الوفاة
هناك أعضاء لا يُمكن التبرع بها من شخص مازال على قيد الحياة. كالقلب مثلًا، لا يتم التبرع به إلا من جُثة حديثة الوفاة.
الرئة
بلغت عمليات زراعة الرئة حوالي 6800 عملية عام 2019
القلب
يتم التبرع به من جُثة حديثة الوفاة - تم عمل 8722 عملية زراعة قلب عام 2019
الكلى
أكثر الأعضاء زراعةً عام 2019
إذ تم إجراء حوالي 100 ألف عملية زراعة بما بلغ نسبته لـ 37.30 % تقريبًا من مُجمل عمليات الزراعة
الكبد
بلغت عمليات زراعته في 2019 حوالي 35.784 عملية
البنكرياس
بلغ عدد عمليات زراعته حوالي 2323 عملية عام 2019
المعدة والأمعاء
بلغ عدد عمليات زراعتها حوالي 137 عملية عام 2019
إنه التبرع بالدم
نعم.. إنقاذ الأرواح
لا يلجأ المريض لزراعة عضو جديد إلا في حالة فشل العضو القديم في القيام بوظائفه تمامًا. مثلًا عندما تفشل كليتي الإنسان عن العمل فهو يحتاج إلى غسيل كلوي بشكل دوريّ وهذا بدوره يؤثر على صحته كثيرًا وله مُضاعفات غاية الخطورة قد تودي بحياته، غير أن أغلب المرضى لا يتحملونه - زراعة كِلى جديدة سوف يُخلصه من غسيل الكِلى ويُنقذ حياته.
تحسين جودة الحياة
إصابة المرء بالتهاب مُزمن في أحد أعضاؤه، يجبره على تغيير أسلوب حياته وتلقي الكثير من العلاجات والأدوية، ويحرمه من ممارسة عاداته وهواياته. لذا فزراعة عضو تمكنه من معاودة الاستمتاع بها.
مثلًا عملية زراعة القرنية ليست مهمة للبقاء على قيد الحياة ولكنها قد تُعيد النظر إلى المريض مرة أخرى.
علاج الأمراض الجينية
تحتاج العديد من الأمراض الجينية مثل:“تكيسات الكلي” وبعض العيوب الجينية في القلب، بشكل ضروري إلى زراعة أعضاء جديدة حتى يتمكن هؤلاء الأشخاص من عيش حياتهم بصورة طبيعية.
اختبار التوافق
تحتوي أسطح الخلايا المكونة للعضو على "مستضدات"، وهي ما تجعل جهازنا المناعي يُفرق بين خلايا جسمنا وبين الخلايا والأجسام الغريبة، عند نقل عضو من شخص لآخر مُختلف عنه في المُستضادات فإن هذه "المستضدات" تحفز جهازه المناعي لمهاجمة العضو الجديد باعتباره دخيل على الجسم. لذا فلا بد أن تكون هذه المستضدات متشابهة في المُتبرع والمُستقبل أو على الأقل تحقق الحد الأدنى من التوافق.
كما يلجأ الأطباء إلى استخدام أدوية مُثبطة للمناعة لإيقاف وتعطيل الجهاز المناعي عن مهاجمة العضو المزروع في حالة اختلاف المُستضادات، لكن لاستخدام هذه الأدوية مضاعفات كثيرة.
فحص الدم
لا يمكن إجراء العملية في حال عُثر لدى المستقبل على أي أجسام مضادة قد تعادي العضو المزروع، حينئذ يلجأ الأطباء أولًا إلى تنقية دم المريض "المستقبل" بإعطائه حقنة أجسام مضادة ترتبط بالأجسام المضادة لديه وتمنعها من مهاجمة العضو الجديد وتُسمى هذه الأجسام باسم IVIG، إلا أنها مكلفة جدًا، ولكن بالأخير تُمكننا من إجراء هذه العملية.
فحص العدوى والسرطان
للتأكد من خلو المتبرع من الالتهابات أو العدوى سواء بكتيريا أو فطريات، أما الفيروسات فلصعوبة الكشف عنها لكونها دقيقة غير واضحة، يكتفي الأطباء بفحص عدد معين من الفيروسات مثل التهاب الكبد الوبائي B و C وفيروسات أخرى مثل CMV و HIV و EBV.
كما يتم فحصه للتحقق مما إذا كان مُصاب بالسرطان أم لا. ونفس هذه الفحوصات يتم إجراؤها على المُستقبل أيضًا بما أنه سوف يتناول جرعات عالية من مُثبطات المناعة، فلو كان لديه التهابات أو سرطان فإن تناوله لتلك الأدوية سيجعل هذه الأمراض تنمو وتنتشر بسبب تعطيل هذه الأدوية لجهازه المناعي.
فحص نفسي واجتماعي
يُجرى لكل من المتبرع والمُستقبل للتأكد من استعدادهم نفسيًا وعاطفيًا لهذه العملية، ذلك أنها ستغير أسلوب حياتهم لفترة، إذ يكون عليهم تناول العديد من الأدوية ويحتاجون لزيارة المستشفى باستمرار للمتابعة، وليس كل الأشخاص مهيئين لمثل هذا النمط من الحياة.
الرفض
ربما يرفض جسم المستقبل العضو الجديد في غضون أسابيع أو شهور أو حتى سنين، وعادةً ما تكون أعراض الرفض غير معروفة أو مُحددة؛ لكن إذا حدث الرفض بعد العملية بمُدة قصيرة فغالبًا ما تكون الأعراض عبارة عن ارتفاع في درجة الحرارة ورعشة وغثيان وإجهاد وتغير مُفاجئ في ضغط الدم، لذا نستخدم جرعات كبيرة من أدوية مُثبطات المناعة للتغلب على هذه المُشكلة.
الالتهابات
يرجع حدوث الالتهابات لعدة أسباب:
-العملية في حد ذاتها
-استخدام الأدوية المُثبطة للمناعة
-المشاكل التي حدثت من فشل العضو القديم قبل عمل العملية، إذ يكون المريض مُعرضًا لكل أنواع الالتهابات من بكتيريا وفطريات وفيروسات وديدان، لذلك يتم إعطاؤه مضادات حيوية بعد العملية، وبعد 6 أشهر تقل نسبة حدوث الالتهابات وتعود كما كانت قبل عملية الزرع في حوالي 80 % من الأشخاص.
السرطان
بسبب استخدام الأدوية المُثبطة للمناعة يصبح المريض عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الجلد والغدد الليمفاوية وسرطان عُنق الرحم، لذا عند البدء في علاج السرطان يتم تقليل جرعة المُثبطات أو إيقافها نهائيًا.
تصلب الشرايين
ينتج عن تناول مُثبطات المناعة زيادة نسبة الكوليستيرول في الدم، التي تترسب في جدران الأوعية الدموية، ما ينتج عنه ضيق بالأوعية الدموية وصعوبة في تدفق الدم من خلالها فتتكون الجلطات، وينتج عن كل هذا حدوث الذبحات الصدرية أو السكتات الدماغية، وغالبًا ما يظهر هذا المرض بعد حوالي 15 عام من عملية زراعة الكِلى.
مشاكل الكلى
تظهر في حوالي 15 - 20 % من الأشخاص الذين يقومون بالعملية وأكثرهم من يقوم بزرع أمعاء دقيقة، مع هذه المشاكل لا تقوم الكِلى بوظائفها، مما يؤدي إلى تراكم المُخلفات في الدم، ويرجع السبب في كل ذلك إلى:
- استخدام مُثبطات المناعة وخاصةً CycloSporine و Tacrolimus
- الضغط والإجهاد البدني الناتج عن العملية
مرض النقرس
شائع الحدوث خاصةً في عمليتي زراعة القلب والكلى - يتطور بسرعة ويزداد شراسة بشكلٍ خاص في من كانوا يُعانون منه قبل عملية الزرع، ويحدث أيضًا بسبب تناول مُثبطات المناعة.
مرض الطعم ضد الثوى GVHD
يحدث حينما تهاجم الخلايا البيضاء للمُتبرع جسم المريض، غالبًا ما يتبع عمليات زراعة نُخاع العظام، وربما في عمليات زراعة الكَبد والأمعاء أيضًا. تتضمن أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة وظهور الصفراء على جسم المريض والقيء وألم في البطن وفقدان الوزن وزيادة فرص حدوث التهابات قد تكون مميتة.
- العلاج باستخدام الكورتيزون قد يُقلل من خطورة هذا المرض.
هشاشة العظام
استخدام مُثبطات المناعة وخاصةً الكورتيزون يُزيد من هشاشة العظام خاصةً في المرضى ممن كانوا يُعانون من هشاشة العظام قبل العملية، كذلك قلة مُمارسة الأنشطة البدنية وتعاطي التبغ وشرب الكحول ووجود مشاكل سابقة في الكِلي تزيد لديهم فرص الإصابة بهشاشة العظام. أما الأطفال فإن استخدام المُثبطات المناعية يؤدي إلى توقف النمو، في هذه الحالات يلجأ الأطباء إلى إعطاء المُستقبل فيتامين د وأدوية تمنع فقدان نسيج العظم لحمايته من هذا المرض.
المضاعفات المُحتملة للمريض
مُعظم المشاكل التي بعد العملية تتنج عن استخدام المُثبطات المناعية، ولكن المُشكلة أننا لا نستطيع إيقاف تلك الأدوية لأنها مُهمة جدًا لنجاح العملية.
المضاعفات المُحتملة
ملحوظة
يمكن زراعة أكثر من عضو في المرة الواحدة، ذلك أن فشل عضو قد يؤثر على أعضاء أخرى
القلب والرئة والكلى والبنكرياس من أكثر الأعضاء التي تدخل في هذا النوع من العمليات.
هل تعلم؟
يمكن التبرع بالأطراف كاليدين والأذرع والأقدام أيضًا
المسئولة عن إفراز الهرمونات
تصميم: محمد الخطيب
شاركنا أفكارك وأسئلتك حول الموضوع وسنحاول جاهدين موافاتك بالرد في أسرع وقت من قبل المتخصصين.