مرض ألزهايمر,أعراض ألزهايمر,باركنسون,البهاريسيا, أمراض,علماء

 4 أمراض خلّدت أسماء مكتشفيها

أمراض مثل ألزهايمر، باركنسون، وغيرها من الأمراض، كانت نتيجة ملاحظة بعض العلماء لأعراض طبية غريبة، فما قصتها؟

هل تخيلت يومًا أن يصبح اسمك مرضًا ينادى به في أروقة المستشفيات والعيادات الطبية، وأن يصبح ذكر اسمك في بعض الأحيان هو مدعاة للذعر والقلق عند الناس؟

حدث ذلك مع العديد من العلماء الذين تمكنوا من تحديد أعراض حالات طبية لم توصف قبلهم، ولم يتمكن أحد قبلهم من تشخيصها أو التوصل لسبب حدوثها. إليكم 4 أمثلة من التاريخ الطبي في السطور التالية.

1. ألزهايمر

يصاب شخص كل 65 ثانية بحالة غريبة من الخرف في مرحلة الشيخوخة، في الولايات المتحدة الأمريكية. ربما كان هذا هو الخبر الذي من الممكن أن تقرأه في الإحصائيات الطبية إذا لم يقم «ألويس ألزهايمر» عالم الأعصاب الألماني الذي يعد أول من اكتشف وشخّص الأعراض المرضية لمرض ألزهايمر، بملاحظاته المستنيرة قبل ما يزيد عن قرن من الزمان.

حدث ذلك في أوئل القرن العشرين، في مصحة نفسية في مدينة فرانكفورت الألمانية عندما درس حالة «أوغست ديتر»، وهي إحدى الحالات التي دخلت المصحة تشكو من أعراض فقدان الذاكرة. عانت «ديتر» كذلك من ضعف القدرة على تكوين ذكريات للأحداث التي تعشيها يوميًا، سجل ألزهايمر كل تلك الأعراض، إلا أنه لم يكتف بذلك.

فبعد وفاتها عام 1906، فحص «ألزهايمر» سجلاتها المرضية التي سجلت مراحل تدهور حالتها المرضية، كما قام بتشريح مخها في مختبر «كريبلين» في ميونخ الذي كان يعمل فيه آنذاك، ليعثر في تلافيف مخها على العديد من التغيرات غير الطبيعية، مثل تقلص القشرة الدماغية، وتراكيب مجهرية غريبة، مثل التشابكات الليفية العصبية، التي أصبحت علامة مميزة لأدمغة المصابين بـ «خرف الشيخوخة»، أو ما سمي لاحقًا باسم مكتشفه، «الزهايمر».

2. الليشمانيا

الليشمانيا أو  «الجذام الأبيض» هو مرض تكرر وصف أعراضه في الكتب التاريخية، من منقوشات الحضارات القديمة، إلى  كتابات ابن سينا التوصيفية الدقيقة. تتنوع أعراض المرض حسب نوعه وشدته، فأحيانًا يظهر كقرحة تظهر على الجلد وتختفي دون علاج، في أحيان أخرى يمكن أن يتطور ليسبب تضخمًا في الطحال والغدد الليمفاوية و الكبد، مهددًا مصابيه بخطر الوفاة.

ظلت أسباب المرض غامضة حتى مطلع القرن العشرين، عندما تمكن الطبيب الإنجليزي «ويليام ليشمان»، خلال مشاركته فيالق الجيش البريطاني في الهند، أن يعثر على أجسام بيضاوية غريبة في دم أحد المصابين من الجنود الذي كان يعاني من نوبات حمى شديدة. سمي المرض باسمه بعد ذلك، وكرم من قادة الجيش، حيث أصبح مديرًا لقطاع الخدمات الطبية في الجيش البريطاني.

اقرأ أيضاً:  حليب ثدي الأمهات المُلقحات ضد كوفيد-19 يحتوى أجسام مضادة تحارب المرض

3. البلهارسيا

من مصر، تمكن عالم ألماني آخر، وهو «تيودور بلهارتس» أن يحفظ اسمه في كتب التاريخ والطب، من خلاله عمله على مرض لطالما روع المصريين، وهو مرض «البلهارسيا». وصل تيودور إلى مصر قادمًا من ألمانيا عام 1850، ليلاحظ أن الكثير من المصريين يصابون بحالة مرضية غريبة. تنتفخ بطونهم، ثم يبدأ الشخص المصاب بتقيؤ الكثير من الدماء قبل أن تتدهور حالته الصحية تمامًا، مما يؤدي إلى وفاته.

كان بلهارتس قد سمع بتلك الحالة المرضية، حيث كتب عنها الفرنسيون الذين عانى جنودهم منها قبل قرابة 50 عامًا على زيارة بلهارتس، إبان الحملة الفرنسية على مصر التي بدأت عام 1798. تعرف «بلهارتس» على العامل المسبب للمرض عام 1851.

فبعد انشغاله لفترة طويلة في تشريح أمعاء حالات مصابة، عثر على ديدان صغيرة أسماها «S. haematobium»، التي استطاع رسمها ببراعة مع تحديد التغييرات الممرضة التي تحدثها في فسيولوجية الجسم. نشر اكتشاف بلهارتس في دورية «علم الحيوان» الألمانية، ومن لبث أن ارتقى ليصبح كبير الجراحين وأساتذة التشريح في القصر العيني، وفي عام 1856 أشتق اسم المرض من اسمه، تكريمًا له.

كذلك يحمل مركز «ثيودور بلهارتس للأبحاث»، الذي يوجد مقره في محافظة الجيزة في مصر، اسم الطبيب والعالم المميز، تعبيرًا عن أهداف المركز في مواجهة المرض الذي يعاني منه ما يقرب من 200 مليون حالة عالميًا، والذي بدأ بلهارتس مسيرة القضاء عليه من مصر.

4. مرض باركنسون

رغم شهرته بالمرض العصبي الذي حمل اسمه، كان لـ «جيمس باركنسون» اهتمامات عدة، ونشر أوراق في أفرع طبية مختلفة بل وحتى في الجيولوجيا، إلا أن أهم أعماله هي دراسته لما كان يعرف بـ «شلل الرعاش».

في عام 1817 كتب باركنسون أشهر أعماله في ورقة بحثية حملت عنوان «مقالة حول شلل الرعاش»، قدم فيها توصيفًا متميزًا للمرض الذي يعاني منه قرابة 10 مليون شخص حول العالم الآن. إلا أن تلك الورقة العلمية المميزة لم تحظ بالاهتمام الكاف وقتها، ولم يكن إلا بعد 40 عامًا حيث أدرك طبيب فرنسي أهميتها، وأطلق على المرض اسم العالم الراحل «باركنسون».

1 comments
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share