عيد الحب, فالانتاين, حيوانات, عصافير

هكذا تتزين الحيوانات من أجل الحب

حتى الحيوانات تفعل الكثير من أجل الحب، هنا بعض القصص التي انتقيناها من عالم الحيوانات، والتي تظهر كيف يستعد الأزواج لبدء حياة جديدة معًا.

للحيوانات طقوسها الخاصة في التودد لشريكها قبل التزاوج. فـ «عروض التزاوج - Courtship display» هي سلوكيات يقوم بها أفراد نوع معين لجذب قرين وإقناعه بالتزاوج، من الغناء إلى الرقصات والحركات المنظمة إلى التباهي بالألوان وتقديم الهدايا، إليك بعض من مهارات الغزل المختارة طبيعيًا.

الحب في عالم الحيوانات

1. غني أغنية

من منا لم يسمع زقزقة العصافير في الصباح الباكر! يعد الغناء الوسيلة الأكثر شيوعًا بين الطيور في إيجاد رفيق، حيث تتميز الطيور المغردة بعضو صوتي متخصص يدعى «المصفار - Syrinx». ولكل نوع من الطيور أغنية مختلفة كي تستطيع الإناث تمييزه عن الفصائل الأخرى. عادة ما يتعلم الصغار هذه الأصوات عبر سماع وتقليد الطيور البالغة، بل أن بعضها يتعلم تقليد حيوانات أخرى مثل: الضفادع والقطط.

تشير الأغنية الأطول والأكثر صخبًا إلى طائر ذي صحة جيدة- لا سيما عندما تبدأ الزقزقة بالفجر. فهذا بمثابة إعلان للأنثى عن صموده ليوم جديد بعد أن نجح في توفير الطعام باليوم السابق، مما يجعله أبًا صالحًا لصغارها. كذلك قد تكون هذه الأغاني بمثابة تحذير لبقية الذكور للابتعاد عن أرضها والبحث عن إناث في مكان آخر.

2. استعد للاستعراض

بالنسبة لإناث «طيور الجنة - Birds of paradise»، فإن رقصة جيدة تعني الشريك الأمثل. لكن قبل المهارة تأتي الوسامة!

فعلى مدار الأجيال، طورت الذكور ألوان ريشها وزخرفتها بشكل مذهل لتبدو أكثر جاذبية بالنسبة. تستخدم الذكور حركات راقصة طنانة لتبرز جمال الوانها، وللإناث أن تختار الاستعراض الأفضل للذكر الأكثر صحة. تعرف هذه العملية بـ «الانتقاء الجنسي»، حيث تحدد الإناث لا الموارد البيئية أي الجينات ستتوارث لإنتاج أفراد أكثر لياقة.

قبل تنفيذ الرقصة، يهتم الذكر بتجهيز حلبة الرقص وتنظيفها بعناية شديدة، حتى أنه يمسح الأوساخ عن الأغصان بماسحة من ورق الشجر.

ليست الطيور وحدها هي من يجيد الرقص، فالعناكب التي تثير الرعب لوهلة تبدو لطيفة ومذهلة عندما تعتري خشبة المسرح. خاصة لو كانت تمتلك مؤخرة زاهية الألوان مثل «العنكبوت الطاووس - peacock spiders».

من الصعب ملاحظة هذا العنكبوت كونه شديد الصغر. لكن بمجرد تكبير عدسات الكاميرا، ستشهد منافسة حامية بين العناكب الراقصة في محاولة للفوز بقلب الأنثى. مثل راقصي الباليه، يقفز العنكبوت برشاقة رافعًا أذرعته في الهواء ليميل بها تارة يمينًا وتارة يسارًا، في حين يزهو رفرفه الملون بالخلف.

3. تباهى بمهاراتك

في قاع المحيط الهادي، قد تصادف بعض الدوائر الغامضة المرسومة بدقة،. هذه التكوينات الهندسية المميزة هي من صنع سمكة الينفوخ يابانية «pufferfish»، لا يتعدى طول السمكة 15 سم. فعلى الرغم من صغر هذه السمكة يمكنها رسم تشكليات مميزة بأحجام كبيرة.

يستخدم الذكر زعانفه للحفر في الرمال دون كلل بهدف بناء تشكيل دائري يبلغ طوله مترين تقريباً. وفي مدة تتراوح بين 7-9 أيام، يختم عمله الفني بتزيين التلال الناتجة بقطع من الصدف. ومكافأةً لمجهوده، تقوم الأنثى بعد فحص التصميم بوضع بيوضها بين طيات الرمال ليقوم الذكر بتلقيحها.

وعلى أراضي استراليا، تحلق كائنات تتميز بقدراتها المعمارية الفائقة حتى أنها تعرف باسم «طيور التعريشة - Bowerbird»، نسبة إلى عش الزوجية التي تقوم الذكور ببناءه.

بواسطة مناقيرها، تقوم هذه العائلة من الطيور ببناء تعريشة من الأغصان الصغيرة على شكل نفق. الأمر يشبه طريق ممهد إلى باحة مزينة بكل ما قد يخطر ببالك من زهور، أحجار، أوراق الشجر إلى الخنافس الملونة، العظام ومخلفات البشر. حتى أن «طائر التعريشة الأطلسي - Satin Bowerbird» يقوم بطلاء جدران تعريشته بالفحم أو التوت الممضوغ.

لا ينقص الأمر سوى خدعة بصرية كي يستطيع الذكر إقناع الأنثى بالتزاوج. فيقوم بترتيب الأحجار على الأرض بحيث تزداد في الحجم كلما سرت في اتجاه الباحة. يعتقد الباحثون أن هذا التدرج في الحجم يعطي الأنثى إدراكاً خاطئاً بصغر حجم الباحة عن حجمها الطبيعي وبالتالي يبدو الذكر أكبر حجماً وهو واقف في نهاية النفق، كما أوضحت دراسة نشرت في دورية Current Biology عام 2010.

4. حضر هدية

تعد البطاريق رمزًا للرومانسية في عالم الحيوان، كون معظمها يميل إلى الزواج الأحادي (أي الارتباط برفيق واحد أثناء موسم التزاوج). عندما يقع بطريق الجنتو في حب إحدى الإناث، يبحث عن حصاة ملساء ليقدمها لها تعبيرا عن رغبته في الارتباط.  بعدما تقبل الأنثى الهدية، يقومان معاً بجمع المزيد من الحصى لبناء عش الزوجية، الذي تضع فيه الأنثى بيوضها.

وفيما يشبه البشر، تعيش الرئيسيات من القردة في هياكل اجتماعية مقعدة. لذلك، فإن تبادل الهدايا لا يقتصر فقط على الأزواج بل يمتد ليشمل الأصدقاء والجيران. فمن المعروف عن قردة البونوبو أنها لا تبخل بمنح هدايا من الفاكهة واللحم للغرباء بهدف إقامة صداقات وللأقارب بهدف توطيد العلاقات. حتى أن العلماء يعتقدون أن صفة الكرم والمشاركة ليست محدودة على البشر بل هي صفة تطورت في الأسلاف المشتركة بيننا وبين القردة.

لكل من البشر والحيوانات طريقتهم الخاصة في جذب الشريك. إن نفذت حيلك في إبهار من تحب، لا بأس في الاستعانة بخبرات كائنات طورت أساليبها في الحب على مدار عصور طويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
1
Share