حشرت, ذباب, دراسات علمية

دراسة: بكتيريا الجهاز الهضمي تتحكم في نشاط الذباب

تمكن باحثون من اكتشاف أن البكتيريا التي تسكن الجهاز الهضمي لذباب الفاكهة تتحكم بشكل غير مباشر في معدل حركته أو تشاطه، كيف ذلك، وبماذا تفيدنا؟

هل فكرت في يوم من الأيام أن تكون أبسط المركبات الكيميائية قادرة على صناعة أكبر التغيّرات؟

تمكن «ساركيس ك. مازمانيان - Sarkis K. Mazmanian»، الأستاذ بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بمساعدة فريقه البحثي من اكتشاف أن البكتيريا التي تسكن الجهاز الهضمي لذباب الفاكهة تتحكم بشكل غير مباشر في معدل حركته أو تشاطه، من خلال التحكم بأيضها الخلوي.

حيث لاحظ الباحثون أن الذباب الذي تم تعقيمه من البكتيريا يتحرك بشكل أسرع من أقرانه من ذوي النسب الطبيعية منها، وبسلسة من الاختبارات المتتابعة، أوضح الباحثون أي أنواع البكتيريا هي المسؤولة عن تلك الظاهرة، مع توضيح أي الخلايا العصبية بالتحديد، هي الأكثر تأثرًا بنداءات البكتيريا، كما أوضحت دراستهم المنشورة في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي، في دورية «نيتشر» المرموقة.

سكر الذباب

تحمل فصائل ذباب الفاكهة «د. ميلانوجاستر - D. melanogaster» في الحالة الطبيعية من 5 إلى 20 نوعًا مختلفًا من البكتيريا، تلاعب العلماء بتلك النسبة في عينة من الذباب، من خلال تعقيمها بالمضادات الحيوية، لتظهر نشاطًا متزايًدا عن أقرانها.

وفي طريقهم لتعرف أي الأنواع له قدرة السيطرة على أدمغة الذباب أو نشاطها، قاموا بشكل انتقائي بزراعة أنواع بكتيرية مختلفة، على عدة مراحل، ليتوصلوا أنه بزرع بكتيريا «Lactobacillus brevis» ، هبطت نشاط الذباب إلى المستوى العادي، ليتوصلوا إلى  أن إنزيم «زايلوز إيزوميرايز - Xylose isomerase» المُفرز من تلك البكتيريا هو الذي يتسبب في ذلك التثبيط، من خلال تحكمه في «تريهالوز - trehalose» السكر الرئيسي في جسد الذباب.

وفوق كل ذلك، توصل الباحثون أن الخلايا العصبية المسؤولة عن إفراز مادة الـ«أوكتومابين – Octopamine» بالتحديد، والتي تعد النظير المقابل لمادة «نورايبنفرين» لدى الثدييات، هي التي تتأثر بتلاعبات بكتيريا الجهاز الهضمي.

على كلٍ، خلال العقد الماضي، أوضحت عدة دراسات تأثير بكتيريا الأمعاء، على عدة جوانب سلوكية وإدراكية، من خلال التجارب على عينات من الفئران، والدراسة الحالية تدعم من جديد وجود رابط حيوي بين الأمعاء، والدماغ.

اقرأ أيضاً:  الحد من استهلاك اللحوم وسيلة لمكافحة تغير المناخ

يوضح «مازمانيان» بحسب ما ورد في البيان الصحفي:

إن البكتيريا المتواجدة في الجهاز الهضمي للثدييات، قد تلعب دورًا مشابهًا، وربما تقترن بأمراض عصبية متعلقة بالحركة، مثل داء باركنسون (الشلل الرعاش)

بما أننا نتحدث حول الحشرات، هل سمعت عن فرس النبي أو ما يسمى السرعوف؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
طائر الماكو الأزرق, الببغاء الأزرق, برية, طيور, انقراض, فيلم ريو
طالع المزيد

انقراض الببغاء الأزرق الملهم لفيلم «ريو» من البرية

تعاني العديد من أنواع الطيور انخفاضًا في أعدادها خلال السنوات الأخيرة، من بينها طائر الماكو الأزرق (الببغاء الأزرق) الذي اختفى تمامًا من الحياة البرية.
Total
0
Share