بكتيريا, عملية زراعة القلب, بيولوجي

دراسة: بكتيريا الأمعاء تلعب دورًا في عمليات زراعة القلب

دراسة حديثة تفيد أن بكتيريا الأمعاء تلعب دورًا هامًا في قبول أو رفض الجهاز المناعي لقلب مزروع حديثًا داخل الجسد، لماذا هذا النوع من البكتيريا تحديدًا؟

ربما يتصور بعض الناس أن أصعب أجزاء عمليات استبدال الأعضاء عامة هو الجزء الجراحي، أن ينتقل العضو من المتبرع إلى شخص آخر، وتنتهي الصعوبة بعد عملية جراحية شاقة، تستمر لساعات طويلة.

لكن في الواقع فإن الجزء الأصعب من الحكاية يأتي بعد ذلك، حين يبدأ الجهاز المناعي للشخص الذي تم نقل العضو إليه، في مهاجمة العضو الجديد في الجسم، باعتباره دخيل على منظومة الأعضاء والخلايا التي يتعرف عليها الجهاز المناعي بشكل جيد.

لذلك فإن التحدي الأصعب الذى يقابل الأطباء والأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة العضو، هو ابتكار آلية لتقليل الرفض ورد الفعل الالتهابي الذي يظهره الجهاز المناعي تجاه العضو الجديد.

في دراسة حديثة، نشرت في دورية «Clinical Investigation Insight» بتاريخ 4 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تمكن باحثون من جامعة «ماريلاند الطبية»، من التوصل إلى رابط بين بكتيريا الأمعاء التي تتعايش طبيعيًا في أجسامنا، وقابلية الجهاز المناعي لاستقبال «قلب مستزرع»، أو رده باستجابة مناعية مميتة.

زراعة قلب

شهد عام 1967 أول عملية زراعة قلب، حيث قام  الطبيب الجنوب أفريقي «كريستان بارنارد» بإجراء أول عملية لزراعة القلب من إنسان إلى إنسان آخر، مرتكزًا على إرث من المحاولات التي أجريت قبله لنقل القلب بين الحيوانات، ومن الحيوان إلى الإنسان قبل ذلك بسنوات. وعلى الرغم من نجاح العملية جراحيًا، لم يعش المريض سوى ثمانية عشر يومًا، حيث رفض الجسم القلب الجديد، و هاجمه.

ومنذ ذلك الحين، يظل تحدي الرفض المناعي قائمًا رغم الدعم الذي تقدمه أدوية تثبيط الجهاز المناعي، فإن نسبة النجاة تنخفص من 84.5% بعد عام من الجراحة، إلى 72.5% بعد مرور 5 أعوام، مع مضاعفات خطرة في حال نسيان موعد جرعة الدواء، وفرص للعوامل الممرضة الانتهازية، لإلحاق الضرر بالجسم مع تثبيط الجاهز المناعي.

اقرأ أيضاً:  سحب ورقة بحثية من «نيتشر» بعد اتهامات بالتزوير

السر يمكن في أمعائك

تعيش خلايا جسمنا في تناغم وتعايش مميز مع كمية متنوعة من الخلايا البكتيرية التي تقدر بتريليونات الخلايا، وتستوطن بشكل أساسي قنواتنا الهضمية، حيث تمر إليه لأول مرة من أثداء أمهاتنا مع أول رضاعة طبيعية بعد الولادة.

خلال العقود الماضية كشف العلماء، أن تلك البكتيريا تلعب دورًا رئيسًا في حالتنا الصحية، حيث تساعد في هضم الطعام، تقاوم العوامل الممرضة، وكذلك فإنها تتشابك مع الجهاز المناعي، تساعد في تطوره، وتحفز أو تثبط استجابته الالتهابية.

لاختبار أهمية ذلك في عمليات زراعة القلب، قام الباحثون في الدراسة الأخيرة، بتعقيم القناة الهضمية لعينة من الفئران، بمنحهم مجموعة من المضادات الحيوية واسعة المدى، استمرت عدة أيام، لتلحقها بعد ذلك زراعة لأنسجة قلبية، كما تطعميها ببكتيريا معوية من خلال نقل عملية «نقل براز» من فئران الأخرى، حيث تحمل فضلات البراز مجموعة مختلفة من البكتيريا المعوية معها، وتختلف من فرد إلى آخر.

فعند نقل عينة بكتيريا معوية من براز فئرات تعاني التهاب قولوني، تضررت الأنسجة القلبية المزروعة بشدة، في حين أنها بقيت سليمة عند نقل عينة براز من فئران حوامل، حيث يشير العلماء أن جسد الحوامل يثبط ردود الفعل الالتهابية للجهاز المناعي.

مع تحليل المكون البكتيري في العينات المختلفة، توصل العلماء إلى أن بكتيريا تعرف بـ «Bifidobacterium pseudolongum»، قد تكون هي السر في تثبيط رد الفعل المناعي، ومع المزيد من البحث، يمكن لتطبيقات هذه الدراسة أن تزيد من فرص نجاح عملية زراعة القلب، وغيره من الاعضاء الحيوية، لتنقذ المزيد من الأرواح في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share