هذا ليس خيال علمي أو فانتازيا، إنما هى كائنات عاشت بالفعل على كوكبنا يومًا ما، قبل أن تطأ أقدامنا سطح الكرة الأرضية. كائنات عاشت و تنوعت، وربما انقرضت أو استمرت إلى يومنا هذا بشكل وصفات مختلفه تمامًا.
عمالقة البحار
لو سئلتك الآن: ما هو أكبر حيوان يعيش على كوكب الارض؟ لأجبت بكل أريحية وسرعة (إنه الحوت الأزرق بلا أدنى شك)، فالحيتان كائنات عملاقة تجوب البحار والمحيطات، لم ينافسها في الضخامة أي حيوان أتى إلى الأارض يوماً ما. لكن ماذا سيكون رد فعلك إذا أأخبرك أحدهم أنه كان هناك حوت بحجم القطة؟
لا بد أنك سوف تستنكر الأمر برمته، أما إذا زدت عليك و أخبرتك أنه "ليس بحجم القطة وحسب، بل كان يعيش أيضًا على اليابسة" فلسوف تتأكد أولاً من سلامتي العقلية.
عودة بالزمن
دعونا نعود بالزمن إلى حوالي 52 مليون سنة مضت لنلقي نظرة على كائن بأربعة أرجل يتجول على اليابسة محاولًا أن يقتات من خشاش الأرض، لكن الظروف البيئية أرغمته على النزول إلى الماء. ترى من هو هذا الكائن؟
حيتان البر
في ثمانيات القرن الماضي وتحديدًا في صحراء باكستان، قام العالم الأمريكي فيليب جنجريتش، برحلة استكشافية لباكستان للبحث عن الثدييات، وهناك عثر على عظام غريبة جداً، لم يكن يعلم في البداية ما هي هذه العظام أو حتى إلى أي كائن تعود، لكنه رغم ذلك وبحكم تخصصه كان يعلم أن تلك العظام هي مؤخرة جمجمة لحيوان ثديي، وبعد إمعان النظر والبحث، وجد جينجرتش أنها تحتوى على عظام الأذن، لكن عظام الأذن بهذه العظام مختلفة تمامًا عن أي حيوان ثديي بري على سطح الأرض.
وفي لحظة غيرت مسار دراسة التاريخ الأحفوري للحيتان، قال جينجرتش: "وجدتها"، حيث اكتشف جينجريتش أن عظام الأذن هذه تشبه تلك الموجودة في الحيتان الحالية وهنا كانت المفاجأه؛ فهذه الدراسة كشفت عن أشكال أسلاف الحيتان القدامى. أُطلق على هذا الكشف اسم (باكيسيتس Pakicetus)، نسبة إلى باكستان حيث تم استخراج العينة، ومن هنا أتت دراسة تاريخ الحيتان على الأرض بدايةً من ذلك الكائن الأرضي ذو الاربع أرجل وحجم القطة.
غريب آخر
ننتقل الآن إلى حيوان آخر أكثر غرابة، ولعل غرابته ليست العامل المشترك الوحيد بينه وبين الباكيسيتس، إنما هو كائن ثديي أيضًا، أحد أنواع الثدييات لكنه ينتمي لرتبة أخرى تُسمى القوارض.
جميعنا يعلم ما هى القوارض، نعم فليس بمعزل عنا ذلك الفأر المنزلي الصغير الذى يزعر منه الكثيرون- رغم صغر حجمه- فما بالك لو أن هذا الفأر لا يستطيع الدخول من باب بيتك ليس بسبب سم الفئران أو حتى مصيدة أمام الباب، لكن عجزه هذا نتيجه لكبر حجمه. هل ستفرح لأنه لم يستطع الدخول أم ترتعب من ضخامته؟ أرح بالك فلن تتعرض أبداً لمثل هذا الحادث، وليس بسبب عدم وجودها في الأصل؛ بل السبب أنها كانت موجودة وانقرضت!
نعم، كانت موجودة؛ فإذا ذهبنا إلى أمريكا الجنوبية، وبالأخص الأوروجواي، تحديدًا لصخور عمرها 3 مليون سوف تجد ما لم تشاهده من قبل، فهناك اكتشف العلماء نوع جديد وغريب من القوارض.
فأر بحجم الثور
كشف الباحثون عن نوع من القوارض كان يعيش من قرابة 3 مليون سنه فى الاورجواى بأمريكا الجنوبية، يصل وزنه إلى طن (1000 كيلو جرام)، أما طوله فيصل إلي 3 أمتار. إنه حقًا فأر بحجم الثور، وقد أطلق العلماء على هذا الفأر المُرعب Josephoartigasia monesi.
يعتقد البعض أن فئران الكابيبارا العملاقة التي تعيش الآن في أمريكا الجنوبية هي أحفاد ذلك الفأر الثور، لكن الحقيقة أن فئران الباكارانا هي الأقرب صلة له.