تؤكد منظمة الصحة العالمية منذ بدء الجائحة على أهمية استمرار الأمهات في الرضاعة الطبيعية تحت أي ظرف، مشيرةً إلى ذلك ليس فقط لأنها تقي المواليد الجدد من الأمراض وتساعد على حمايتهم خلال فترة الطفولة. لكنها أيضًا فعالة على نحو خاص ضد الأمراض المعدية لأنها تقوي الجهاز المناعي عن طريق نقل الأجسام المضادة مباشرة من الأم إلى الرضيع.
كهاتفك الذي أخرجته لتوك من علبته، ولم تلحقه بعد بما يلزمك من أرقام، وتطبيقات " يُولد الأطفال بأجهزة مناعية جديدة لم تتدرب بعد على مواجهة الغزاه والتعرف عليهم، مما يصعب عليهم محاربة العدوى بمفردهم، كما أنهم غالبًا ما يكونوا أصغر من أن يستجيبوا بشكل مناسب لأنواع معينة من اللقاحات. لذا، يسمح حليب الأم للأمهات المرضعات بتزويد الرضع "بمناعة سلبية" خلال هذه الفترة الضعيفة من حياتهم.
يبدو أن أمامنا الكثير لنكتشفه عن حليب الأم وفوائده
وفقًا لدراسة جديدة من جامعة فلوريد نُشرت 20 أغسطس بمجلة اBreastfeeding Medicine، يحتوى حليب ثدي الأمهات اللواتي تلقين التطعيم ضد كوفيد-19 يحتوي على كمية كبيرة من الأجسام المضادة التي قد تساعد في حماية الرضع من المرض؛ أُجريت الدراسة بين ديسمبر 2020 ومارس 2021، بمجرد إتاحة لقاحات فايزر ومودرنا للعاملين بمجال الرعاية الصحية.
قام فريق البحث بتكليف 22 من العاملات بالرعاية الصحية المرضعات ممن لم يصبن بفيروس كورونا من قبل، أخذ فريق البحث عينات من حليب الأم ودمها ثلاث مرات: قبل التطعيم وبعد الجرعة الأولى وبعد الجرعة الثانية، واختبروا مستويات الأجسام المضادة في الدم وحليب الثدي قبل وبعد تلقيهن اللقاحات (من نوع فايزر و مودرنا)،
أظهرت النتائج زيادة كبيرة واستجابة قوية للأجسام المضادة ضد الفيروس المسبب لـ كوفيد-19 في الدم ولبن الثدي بعد الجرعة الثانية - بحوالي مائة ضعف مقارنةً بالمستويات قبل التطعيم - وهي مستويات أعلى حتى من تلك التي لوحظت بعد الإصابة الطبيعية بالفيروس، مما يشير بشدة إلى أن المرضعات اللاتي تم تلقيحهن يمكن أن يوفرن الحماية اللازمة إلى أطفالهن، وهو ما تُجرى مزيد من الأبحاث حاليًا للتأكد منه، ولمعرفة المزيد عن الأجسام المضادة نفسها، ومدة توافرها في حليب الثدي.
تطعيم الأمهات لحماية المواليد ليس جديدًا؛ فعادة ما يتم تطعيم الحوامل ضد السعال الديكي والأنفلونزا _ بلقاحات تحتوي فيروسات ميتة أو معطلة - لئلا يشكل أيًا منهم خطرًا على الرضع.
في رأيك، لحماية المواليد من كوفيد-19؛ هل يصبح تطعيم الأمهات ضد فيروس كورونا كذلك أمرًا روتينيًا بالمستقبل؟وهل نرى قريبًا تأثيرًا لهذه الدراسة في استراتيجيات التطعيم؟