مع طول ساعات الصيام واتباع بعض العادات الغذائية غير الصحية، تظهر العديد من المشكلات الصحية على السطح، أبرزها مشكلات الفم والأسنان. ومع عدم إدراك خطورة تلك العادات غير الصحية وتأثيرها على المدى البعيد، قد يجد الفرد نفسه عالقًا في مضاعفات صحية يمكن الوقاية منها من البداية، باتباع عادات صحية بسيطة، وتطبيقها ضمن روتين الحياة اليومي.
تعرف إلى أبرز مشكلات الفم والأسنان التي يعانيها البعض في أثناء الصيام، والنصائح العلمية التي يمكنك اتباعها يوميًا للتخفيف من حدة تلك المشكلات، والحفاظ على صحة الفم والأسنان في ساعات الصيام الطويلة.
جفاف الفم
أو ما يُعرف ب (Xerostomia)، الذي يحدث عندما يقل نشاط الغدد اللعابية بالفم، ما يؤدي إلى عدم إفراز اللعاب بشكلٍ كافٍ. لا تقتصر أهمية اللعاب على المساعدة في هضم الطعام فحسب، بل إنه يعمل أيضًا كنظام دفاعي يحافظ على صحة الأسنان ويقي أمراض اللثة.
تؤدي ساعات الصيام الطويلة إلى جفاف الجسم عمومًا، وجفاف الفم بشكل خاص. وفي حين أن جفاف الفم لا يُعد مرضًا خطيرًا في حد ذاته، إلّا أنه قد يؤدي في الحالات الشديدة إلى حدوث بعض المضاعفات التي تهدد صحة الفم والأسنان، مثل:
- زيادة الترسبات على الأسنان وتسوسها.
- التهابات اللثة وتقرحات الفم.
- تشقق اللسان والشفتين.
- سوء التغذية على المدى البعيد، نتيجة مشكلات المضغ والبلع.
رائحة الفم الكريهة
ينزعج الكثيرون من رائحة الفم الكريهة التي تتفاقم مع ساعات الصيام الطويلة، ولعل أبرز أسباب تلك المشكلة هي جفاف الفم، حيث إن قلة إفراز اللعاب يؤدي إلى صعوبة التخلص من الأحماض التي تنتجها البكتيريا الموجودة بالفم، كما يؤدي إلى صعوبة التخلص من الخلايا الميتة التي تتراكم على اللسان واللثة، ما يتسبب في ظهور رائحة كريهة للفم.
ولكن، ليس جفاف الفم وحده السبب وراء ظهور رائحة الفم الكريهة، حيث يأتي ضمن مجموعة من العوامل الأخرى، مثل:
- إغفال العناية بالفم بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تراكم بقايا الطعام بين الأسنان وظهور الرائحة الكريهة بعد تفاعل البكتيريا الموجودة بالفم مع تلك البقايا.
- التهابات وتقرحات الفم والحلق.
- التدخين.
- قد تكون الرائحة الكريهة إحدى الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية علاج داء السكري.
الضغط على الأسنان
أو ما يُعرف علميًا بتطاحن الأسنان (Bruxism)، فمع طول ساعات الصيام، قد يعاني البعض آلام الفك والأسنان، نتيجة الضغط المستمر على الأسنان عن غير قصد. ليس هناك سببًا واضحًا لحدوث تلك الظاهرة، لكن يعتقد العلماء بارتباط بعض عوامل الخطر بها، مثل:
- الضغط العصبي: فالقلق والتوتر وكذلك الغضب قد يؤدي إلى الضغط على الأسنان، دون وعي الفرد بذلك.
- العمر: فالفئات العمرية الأصغر سنًا غالبًا ما تكون أكثر عُرضة لاضطراب تطاحن الأسنان، مع انخفاض نسبة حدوث تلك النوبات مع التقدم في العمر.
- التدخين والمشروبات التي تحتوي الكافيين: فمع طول ساعات الصيام وازدياد احتياج الفرد إلى تناول تلك المشروبات أو التدخين، قد يظهر ذلك في صورة الضغط على الأسنان دون الشعور بذلك.
- نمط الشخصية: ففي أغلب الأحيان، ترتفع احتمالية حدوث تلك الظاهرة في أنماط الشخصيات التنافسية والعنيدة، وكذلك في الشخصيات مفرطة النشاط.
- قد يكون الضغط على الأسنان -في أحيان كثيرة- مرتبطًا بأحد الاضطرابات الأخرى: مثل الارتجاع المعدي المريئي (GERD). ولكن، لحسن الحظ، تظهر الدراسات العلمية انخفاض حدة أعراض ذلك الاضطراب خلال ساعات الصيام.
وعلى الرغم من أن الضغط على الأسنان عادة تزعج الشخص الذي يعانيها، إلا أنها -في أغلب الأحيان- لا تتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة. لكن مع تطور الحالة وازدياد الضغط على الأسنان، قد يؤدي الأمر إلى:
- إلحاق الضرر بالأسنان والفكين، كما قد يتسبب في تلف حشو الأسنان الطبي.
- معاناة الصداع؛ خاصة الصداع التوتري.
- آلام شديدة في عضلات الوجه والفكين.
- اضطرابات المفصل الفكي الصدغي، الذي يوجد أمام الأذن مباشرةً، ما قد يُحدث صوتًا مزعجًا عند محاولة فتح الفم أو إغلاقه.
نصائح للحفاظ على صحة الفم والأسنان في الصيام
يكمن سر الحفاظ على صحة الفم والأسنان في اتباع بعض العادات البسيطة ودمجها في الروتين اليومي للفرد، للوقاية من أمراض الفم واللثة، بل والسيطرة على أعراض تلك الأمراض في مراحلها الأولى.
ولعل أبرز العادات البسيطة التي يمكن تطبيقها يوميًا هي:
- تفريش الأسنان مرتين يوميًا في الأقل، ويفضل أن تكون إحداهما عقب تناول وجبة الإفطار والأخرى بعد تناول السحور.
- تجنب استخدام غسول الفم الذي يحتوي الكحول، حيث قد يفاقم الكحول مشكلة جفاف الفم.
- الاهتمام بشرب الماء والسوائل بشكل كاف في الساعات ما بين الإفطار والسحور، من أجل الحفاظ على ترطيب الفم بشكل خاص وترطيب الجسم عامة.
- تجنب الأطعمة المحلاة والأطعمة الحمضية التي قد تفاقم مشكلة تسوس الأسنان.
- البعد عن التدخين، والتقليل من المشروبات التي تحتوي الكافيين مثل القهوة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، واستبدالها بالمياه والعصائر الطبيعية.
- مضغ العلكة الخالية من السكر، حيث تشير الدراسات إلى دورها في تحفيز إفراز اللعاب والحماية من أخطار جفاف الفم.
- زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري لتدارك المشكلات البسيطة التي تطرأ على صحة الأسنان واللثة، وعلاجها قبل تفاقمها.
أخيرًا، فإن أغلب مشكلات الفم والأسنان التي يعانيها البعض في أثناء الصيام، تعتمد بشكل أساسي على العادات الغذائية والصحية الخاطئة التي يتبعها الفرد، وليست بسبب الصيام في حد ذاته-، ما يعني إمكانية الوقاية منها، أو في الأقل للتخفيف من حدتها، باتباع بعض العادات الغذائية والصحية البسيطة.
