كأحد مصاصي الدماء، يحدث أن تترك إناث البعوض كل من في الغرفة وتختارك أنت بالتحديد كفريستها القادمة. تمتص من دمك لتغذي منه نمو بيضاتها، فوحدها إناث البعوض من تقوم بذاك السلوك.
وفي حين أن تلك اللدغات قد تكون متعبة مؤرقة-وربما ناقلة للمرض- قد لا تجد في الغرفة من يتضامن معك، وكأنها تستهدفك أنت بالذات! فهل فكرت من قبل في السر الذي يجعلك الأكثر جاذبية لإناث البعوض؟ ولما تختارك البعوضة دونًا عن غيرك؟
أنت مغناطيس للبعوض
يعيش البعوض على كوكبنا منذ قرابة 100 مليون سنة، وعليه، قد توافر له وقت كافٍ ليتطور إلى آلاف الأنواع المختلفة، إلا أن جميعها تقريبًا، تشترك في صفة محددة، ألا وهي إجادة مص الدماء.
عندما تستقر على جلدك فإنها تختار موقع مناسبًا، لتستخدم إبرها الحادة، مخترقًة أنسجة البشرة بحثًا عن وعاء دموي، تفرز بعض المواد التي تزيد من سيولة الدم، لتشرب ما قد يزيد عن ضعف وزنها، وفي حين تختلف تفضيلات سلالات البعوض لفرائسها، فلسوء الحظ كنت أنت الوجبة الأفضل لها بناءً على مجموعة كاملة من العوامل.
1. فصيلة الدم
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة علم «ميديكال إنتمولوجي - Medical Entomology» عام 2004، فإن الأشخاص الذي يحملون فصيلة دم O، يجذبون البعوض من فصيلة «النمر الآسيوية - Aedes albopictus» أكثر من أقرانهم الذين يحملون فصائل أخرى.
2. رائحة الجسد
من مئات المركبات الكيميائية على الجلد البشري، تبعث أجساد بعض الأشخاص مركبات جاذبة للبعوض بينما يطلق آخرون مركبات طاردة.
وبالرغم من علمنا بأن الجينات هي ما تحدد نسبة كبيرة من التركيب الكيميائي للمواد المنبعثة من أجسادنا، فلازال من غير الواضح لماذا أو كيف يحدث هذا. إلا أن العديد من الدراسات حاولت عزل تلك المركبات الكيميائية لاستخدامها في هذا النطاق سواء في إبعاد البعوض أو جذب وصيد الحشرات الطبيعية.
3. ميكروبات الجلد
تلعب البكتيريا التي تعيش على بشرتنا دورًا هامًا في تشكيل رائحتنا، وحين لا نعرف على وجه التحديد كل الروائح التي تسببها هذه الميكروبات، والتي تعد جاذبة للبعوض.
إلا أنه وفقًا لدراسة نشرت في دورية «بلوس وان - Plos one» عام 2011؛ فإن بعوضة الملاريا، تنجذب بشكل أكبر، للأشخاص الذي يحملون تنوعًا أقل من البكتيريا على الطبقة الخارجية من الجلد، كما أوضح الباحثون أن أنواع محددة من بكتيريا الجلد، يمكنها أن تفرز مواد طيارة طاردة للبعوض، يأمل الباحثون باستخلاصها للاستفادة من خصائصها.
4. ثاني أكسيد الكربون وحرارة الجسم
ثاني أكسيد الكربون الذي نخرجه جميعًا في زفيرنا، هو عامل جذب للبعوض، وفقًا لدراسة سابقة، نشرت في دورية «Bulletin of Entomological research» عام 1980.
يعد ذلك من الأهمية بمكان، لفهم انجذاب البعوض للنساء الحوامل أكثر من غيرهم، بحيث أوضحت دراسة نشرت في دورية «ذا لانست-The lancet» عام 2000، أن الحوامل يزفرن بنسبة 21% أكثر من غيرهن، كما أن حرارة أجسادهم المرتفعة نسبيًا، تعمل على جذب البعوض الحامل للملاريا.
5. مجهود بدني
يتم إفراز «حمض اللاكتيك» مع العرق عند قيامنا ببذل مجهود بدني مثلًا،كممارسة التمارين الرياضية أو غيره، وقد خلصت دراسة نشرت في دورية «ساينس - Science» عام 1968، إلى إن حمض اللاكتيك هو أحد أهم العوامل الجاذبة للبعوض.
6. تناول الكحول
أشارت دراسة تعود إلى عام 2002، شملت عينة صغيرة من المتطوعين -13 شخصًا-، أن البعوض ينجذب بشكل أكبر نسبيًا، للأشخاص بعد تناولهم كمية محددة من الكحوليات، رغم ذلك لم تتمكن الدراسة من توضيح السبب، حيث لم تبين النتائج ترابط ذلك مع نسبة «كحول الإيثانول»، الذي يفرز مع العرق.
7. جوارب متسخة
إن أردت أن تحظ بليلة هانئة دون ازعاج البعوض، فلربما قد تحتاج إلى غسل أو إبعاد جورابك المتسخة عن موقع نومك، فقد وضحت دراسة نشرت في دورية «Vector ecology» عام 1998، أن أنواع متعددة من البعوض، تنجذب إلى رائحة الجوارب المتسخة، إذا ترافقت مع نسب مرتفعة من غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي ينطلق مع زفيرنا.
تساعد تلك الدراسات الباحثين على مستوى العالم، في فهمهم لآلية انجذاب البعوض إلى أجسامنا، وعليه يعملون على ابتكار وسيلة مناسبة لطرده، أو ربما التخلص من «قوة جاذبيتك» لإناث البعوض، بما قد يضمن لك ليلة هانئة، كما قد يقلل من انتشار عدة أمراض خطيرة. شاهد أيضاً معلومات عن حشرة السرعوف.
أجمل الأمنيات وأصدق التهاني لانطلاق موقعكم الجديد والتقرير الرائع الذى تستهل به اول كتاباتك على هذا الموقع أتمنى لك دوام التوفيق والتميز.
جزاكم الله الف خير على المجهود الرائع