رياح شديدة البرودة تدور بسرعة تزيد عن 200 كم في الساعة، بارتفاع يزيد عن 45 كم فوق القطبين بشكل خاص. إلا تكوينها المنتظم قد يختل لتزحف جنوبًا إلى الأراضي المأهولة بالسكان في شمالي كوكبنا، مخلفًة عشرات الضحايا، نتيجة انخفاض درجات الحرارة بما يقارب 50 تحت الصفر المئوي.
ما هي إذًا الدوامة القطبية؟
وفقًا لتعريف الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي «NOAA»، فإن «الدوامة القطبية - Polar Vortex» هي منطقة كبيرة من الضغط المنخفض مليئة بهواء شديد البرودة، يدور حول القطبين الشمالي والجنوبي للأرض. تدور هذه التيارات الهوائية في الطبقة العليا من الغلاف الجوي التي تعرف بالستراتوسفير.
طوال العام تتحرك هذه الدوامة بقوة وسرعة عالية مما يجعلها متمركزة حول القطبين، ولكن قد يحدث في فصل الشتاء أن تضعف وتصبح غير مستقرة مما يجعلها تتسع لتغطي بعض المناطق جنوب القطب الشمالي مثل كندا، أمريكا، روسيا وشمال أوروبا. ومن هنا تبدأ التيارات المحملة بالرياح القطبية بالتدفق بعيدًاعن القطب، كما هو موضح في الشكل التالي.
توسع الدوامات القطبية ليس بالأمر الجديد، يعتقد أن أول ذكر للمصطلح قد ورد في دراسة علمية تعود إلى القرن التاسع عشر، إلا أن وسائل إعلام أمريكية تصف موجة البرد التي تمر بها مناطق متعددة من الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري، بكونها الاسوأ تاريخيًا.
قضمة الصقيع
وفقًا لوكالة أنباء رويترز، فإن أكثر من 20 حالة وفاة، قد خلفتها موجات البرد الأخيرة في الولايات المتحدة وحدها. يمكن للبرد أن يكون قاتلًا إذا أدى إلى فقد زائد لحرارة الجسم، بمعدل أسرع من إنتاج الجسم للحرارة.
تضيق الأوعية الدموية أيضًا في درجات الحرارة المنخفضة، لتقلل من فقد حرارة الدم في الهواء البارد، إلا ذلك الانكماش قد يمنع وصول الدم المحمل بالأكسجين والغذاء إلى أنسجة الجسم، خاصة في الأطراف، مما قد يؤدي إلى موتها، فيما يعرف بـ «قضمة الصقيع - Frostbites».
إن حدث وتعرضت لموجة برد شديدة، راقب لون أطرافك التي قد تتحول إلى الأحمر إلى لون شاحب مع ملمس متجمد، ينصح الأطباء بسرعة إحماء الأطراف في ماء دافئ، غير حار لتجنب الإصابة بالحروق، وتكرار العملية عدة مرات.
هل نحن السبب؟
يغالط البعض باعتبار أن دوامات القطب وموجات البرودة هي بمثابة دليل ينفي أزمة الاحتباس الحراري، التي على إثرها ترتفع درجة حرارة الكوكب بشكل متزايد، فموجات البرد الناتجة عن الدوامات القطبية هي حالة عرضية تغطي منطقة محددة وفترة قصيرة، بينما تعد أزمة الاحتباس الحراري أزمة عالمية.
بل تشير دراسة حديثة نشرت في دورية «Bulletin of the American Meteorological Society» شهر فبراير/شباط من عام 2017، أن معدل الموجات الباردة في قارتي آسيا وأوروبا المرتبطة بالدوامات القطبية، قد تزايد خلال العقود الماضية.
وترجح الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة المتزايد عند القطبين، يجعل التيارات المتدفقة في الدوامة القطبية ضعيفة وغير مستقرة، مما قد يسهم في زحف الدوامة الباردة في اتجاهات مختلفة، محدثًة أضرارها الجسمية.
شاهد أيضاً الستار المنطقه التي تلي القشره الارضيه.