غاز الهيليوم, بطوط, علوم, تبسيط علوم

لماذا يتغير صوتنا عند استنشاق غاز الهيليوم؟

إذا استنشقت غاز الهيليوم؛ سيتحول صوتك تلقائيًا إلى صوت رفيع للغاية، يشبه صوت البطة دونالد، كيف يفعل غاز الهيليوم هذا التأثير؟

هل يمكنك تخيل ما قد يحدث لرجل مفتول العضلات ذو صوت أجش مثل فين ديزل، بطل سلسة أفلام «فاست آند فيريوس - The Fast and the Furious»، إن قام باستنشاق بعض الهيليوم من بالونة!

ليس عليك تخيل الأمر، فقط شاهد هذا الفيديو:

كيف نصنع الصوت؟

الهيليوم هو غاز خامل قادر على إفساد حتى أفضل أصوات المغنيين طربًا، فما الذي يفعله هذا الغاز بحنجرتنا عند استنشاقه؟

عندما نقوم بدفع الهواء الذي نستنشقه من رئتينا إلى القصبة الهوائية، يمر الهواء بعضو صغير يقع في مقدمة الرقبة وهو الحنجرة. تحتوي الحنجرة على زوج من الطيات الممتدة عرضياً تعرف بــ «الحبال الصوتية»، وتبقى تلك مفتوحة لتسمح بمرور الهواء أثناء التنفس.

عندما نستعد للتكلم، تقترب هذه الطيات من بعضها بحيث تقف عائقاً في مسار مرور الهواء عبر القصبة الهوائية . ومثلما تضرب بأصابعك أوتار الجيتار لتصدر النغمات الموسيقية، تتذبذب الحبال الصوتية عندما ترتطم بها جزيئات الهواء وهو ما ينتج عنه موجات الصوت.(1)

Understanding Voice Production

لكن الأمر لا ينتهي عند الحنجرة، حيث تستمر موجات الصوت في الانتقال عبر جزيئات الهواء داخل القناة الصوتية، أي التجويف الهوائي في منطقة الحلق والفم والأنف. طبقاً لحجمها وشكلها، تتذبذب أجزاء القناة الصوتية هى الأخرى بتردد معين يعرف بـ«التردد الرنيني».

وعندما يتوافق تردد الموجات الصادرة من الحبال الصوتية مع التردد الرنيني للقناة الصوتية يحدث تضخيم لهذه الترددات، لتنتج صوتاً فريداً يميز كل شخص عن غيره، تبعاً لخصائص أعضاء الصوت الخاصة به.

غاز خفيف ومضحك

في حالة استنشاق الهواء العادي -والذي يحتوي بنسبة كبيرة على النيتروجين والأكسجين-، تنتقل موجات الصوت بسرعة تقارب 340 متر في الثانية. أما في حالة غاز الهيليوم، فإن سرعة انتقال الصوت تزداد تقريبًا ثلاثة أضعافها لتصل إلى قرابة 930متر في الثانية، وذلك لأن ذرات الهيليوم أخف بكثير من جزيئات النيتروجين والأكسجين، وبالتالي تتذبذب بسهولة فتزداد سرعة انتقال الصوت.

اقرأ أيضاً:  اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي: لماذا لا يكترث أحد؟                    

وعليه، يحدث تضخيم للموجات عالية التردد بالنسبة لتلك منخفضة التردد وينتج صوتاً رفيعاً، يشبه صوت «بطّوط» (البطة دونالد) فيثير الضحكات في كل مكان.

لذا احرص ألا يعيطيك أحدهم بعض الهيليوم قبل الصعود على خشبة المسرح للغناء، إلا إذا كنت تهوى بعض المغامرة، والضحك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share