يتناول فيلم «إينشتين وإيدنجتون - Einstein and Eddington» الإثبات العملي لنظرية النسبية، والأجواء السياسية التي كانت سائدة في أوروبا في بدايات القرن العشرين، وانعكاس السياسة على العلاقة بين العلماء فى كل من ألمانيا وبريطانيا.
https://www.youtube.com/watch?v=xR-iC7Ut7eg
تبدأ أحداث الفيلم عام 1913 عندما كانت إنجلترا على وشك الدخول في الحرب ضد ألمانيا، على الجانب البريطاني كان «آرثر إدينجتون» يشغل منصب مدير المرصد الفضائي في كامبريدج، وهو الكرسي الذي كان يشغله «إسحاق نيوتن» ويقع عليه عبء الدفاع عن تراث نيوتن. وعلى الجانب الألماني كان «ألبرت إينشتاين» عالمًا نظريًا مغمورًا تمثل نظريته عن النسبية العامة تهديدًا لقرنين من اليقين بنظرية نيوتن، وأُسس العلم البريطاني للكون، وتمثل نظرياته النسبية الخاصة والعامة أكبر تهديد للعلم المستقر على أفكار ونظريات نيوتن.
كانت نظريات إسحاق نيوتن لقوانين الجاذبية في المجموعة الشمسية قد استقرت لمدة قرنين كأساس للعلوم عندما نشر ألبرت إينشتاين النظرية النسبية الخاصة عام 1905، ثم نظرية النسبية العامة عام 1915. كانت نظريات النسبية التي تقوم على الأجرام السماوية تشكل الفضاء، وأن الضوء ينحني في مجالات الجاذبية للأجرام السماوية.
عندما تم تقديم نظرية النسبية العامة عام 1915، لم تكن ترتكز على أساس تجريبي ثابت، كان إثبات صحة أو خطأ النظرية النسبية يتطلب إجراء تجربة عملية للمقارنة بين الصور الملتقطة لمواضع النجوم القريبة من الشمس كما تبدو من مرصد فلكي أرضي في حالتين.
الحالة الأولى؛ عندما تظهر النجوم ليلًا عندما تكون السماء صافية، والحالة الثانية عندما تكون النجوم واضحة أثناء كسوف الشمس (عندما تبدو الشمس مظلمة). فإذا كانت النظرية صحيحة، فإن موضع كل نجم سيختلف في الحالتين بفعل انحراف الضوء بفعل جاذبية الشمس أثناء النهار.
وبالرغم من حالة الحرب والعداء بين بريطانيا وألمانيا فقد قامت الجمعية الملكية البريطانية للفلك بتمويل وإيفاد بعثتين علميتين إلى جزيرة برنسيب في غرب إفريقيا والبرازيل لرصد صور النجوم القريبة من الشمس أثناء الكسوف لمدة 5 دقائق، يوم 29 مايو/آيار عام 1919، وقام «آرثر إيدنجتون» الفزيائي البريطاني بتنفيذ التجربة العملية التي أثبتت صحة نظرية النسبية العامة.
كان إعلان إيدنجتون في الجمعية الملكية للفلك صحة النظرية النسبية بداية جديدة لنظرة الإنسان إلى الكون، مما مهد لظهور نظرية الانفجار الكبير (بج بانج - Big Bang)، والثقوب السوداء، والتميد المستمر للكون.
بعد أن أعلن إيدنجتون البرهان العملي على صحة النظرية النسبية العامة، ارتفع إينشتاين إلى درجة غير مسبوقة من الشهرة، بينما خفت ضوء الشهرة عن إيدنجتون حيث إنتابه القلق بخصوص الآثار الدينية المترتبة على حقائق الكون الذي تم إعادة إكتشافه من جديد.
بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، زار ألبرت إينشتاين بريطانيا، وذهب إلى كمبريدج ليقدم الشكر لآرثر إيدنجتون وأعضاء الجمعية الملكية، وبعد ذلك إلتقى إينشتاين برئيس أساقفة كانتربرى عام 1921 وسأله أحد الصحفيين عن الآثار المترتبة على معرفة النظرية النسبية بالنسبة للدين فأجاب:
لاشيء، النسبية مسألة علمية بحتة لا علاقة لها بالدين.
الدرس الأول الذى يقدمه لنا الفيلم؛ هو أن الله تعالى استخلفنا في هذا الكون (عالم الشهادة وكتاب الله المنشور) لاكتشافه، ولا شأن للدين الذي يختص بالإيمان بالغيب بالإكتشافات العلمية.
أما الدرس الثاني؛ فهو أن اكتشاف الحقائق العلمية الضرورية لتقدم البشرية يتطلب ابتعاد العلماء عن الصراعات السياسية.
أما الدرس الثالث المستفاد؛ فهو أن العلاقة بين العلماء يجب أن تكون التعاون فيما بينهم، وليس انخراطهم في صراعات شخصية تصرفهم عن واجبهم الأساسي، وهو البحث العلمي.
أبطال الفيلم هما «آندى سركيس» الذي قام بدور «ألبرت إينشتاين»، و«ديفيد تينانت» الذي قام بدور «إيدنجتون».