حشرة السرعوف, فرس النبي, حشرات, دراسات علمية, بيئة, أسماك

لأول مرة: رصد حشرة «السرعوف» تصطاد الأسماك

دراسة جديدة تظهر قدرات حشرة السرعوف المتطورة، التي تمكنه من اصطياد والتهام الأسماك، وبعض الكائنات الحية التي تفوقه في الحجم.

إن كنت بحجم حشرة وتعيش في أجواء معتدلة أو استوائية، لربما كانت أكبر مخاوفك هي مواجهة حشرة «السرعوف»، التي تتميز بأعين معقدة دقيقة، وقدرة مميزة على التخفي ومحاكاة محيطها، وسرعة مذهلة في الهجوم. يستطيع السرعوف التقاط أنواع متعددة من الحشرات، بعضها أكبر من حجمه.

ألم يكن ذلك مخيفًا كفاية؟

تم رصد ذاك اللافقاري المفترس يهاجم ويلتهم عدة أنواع من الفرائس الكبيرة، تترواح بين السحالي والضفادع إلى الفئران والطيور، ووفقًا لدراسة حديثة، فحتى الأسماك في البرك الضحلة ليست بمأمن عن خطافه الشائك.

اصطياد الفرضيات

يوضح عالم الحشرات «روبيرتو باتيستون - Roberto Battiston»، المؤلف الرئيس للدراسة المنشورة بتاريخ 20 سبتمبر/أيلول في دورية «Orthoptera Research»، أنه بينما يمكنك أن تشاهد لقطات مختلفة للسرعوف يصطاد الأسماك أو بعض اللافقاريات الأخرى على موقع يوتيوب، إلا أن هذه هي أول مرة يتم رصده يصطاد السمك بشكل طبيعي، بدون أي تحفيز أو تدخل بشري، وفقًا لما نقلته مجلة «ناشونال جيوجرافيك» الأمريكية.

يوضح الفريق البحثي أن عملية الرصد تمت العام الماضي، حيث شوهد وصوّر ذكر سرعوف بالغ يمشي بخفة على سطح زنابق الماء فوق بركة صغيرة بولاية «كارناتكا» في الهند، منتظرًا اقتراب أسماك «الجوبي» إلى السطح، ليندفع بأقدامه الأمامية الشبيهة بالخطاف نحوها، ويصطاد فريسته الثمينة.

لا تنته القصة عند ذلك، حيث راقب الباحثون البركة لعدة أيام، ليلاحظوا أن الصياد الصغير عاد إليها 5 أيام على التوالي، ليتحصل على 9 أسماك في المجمل، بمعدل سمكتين يوميًا، وهو ما طرح بدوره تساؤلات عدة عن سلوك وقدرات السرعوف.

ففي حال أن السرعوف يمكن أن يتحول بشكل طبيعي لنظام غذائي يعتمد على حيوانات فقارية، دون أي تحفيز بشري، سيثير ذلك العديد من التساؤلات حول التأثير المحتمل لحيوان لافقاري صغير على النظام البيئي المحيط به، على سبيل المثال بركة الجوبي.

اقرأ أيضاً:  كبسولة أخبار العلوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018

كما أن قدرة السرعوف على الاصطياد في أوقات متأخرة من النهار أو بالليل كما شوهد في الدراسة الأخيرة، يمكنها أن تكشف لنا عن قدرات بصرية جديدة للسرعوف، الذي يعتقد العلماء أن قدراته البصرية مهيئة للصيد في أوقات النهار.

القدرات الإدراكية المتطورة هي ربما أكثر الفرضيات إثارًة للاهتمام، والتي تطرحها الدراسة الحديثة، فسلوك الحشرة المتكرر وقدرتها على تتبع طريقها يوميًا إلى البركة، وتطوير إستراتيجة لصيد فريسة بصفات مختلفة عما اعتادته، يمكنه أن يغير فكرتنا عما يدور بالدماغ المدببة الصغيرة للسرعوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
طائر الماكو الأزرق, الببغاء الأزرق, برية, طيور, انقراض, فيلم ريو
طالع المزيد

انقراض الببغاء الأزرق الملهم لفيلم «ريو» من البرية

تعاني العديد من أنواع الطيور انخفاضًا في أعدادها خلال السنوات الأخيرة، من بينها طائر الماكو الأزرق (الببغاء الأزرق) الذي اختفى تمامًا من الحياة البرية.
Total
2
Share