القوة النووية القوية، هي القوة التي تمكن نواة الذرة من البقاء مستقرة. فكما نعلم، تحتوي نواة أي ذرة -ماعدا ذرة الهيدروجين- على بروتونات ونيوترونات ملتصقين ببعضهم البعض في وضع مستقر.
لكن مهلًا! يجب على البروتونات أن تنفر عن بعضها تحت تأثير القوة الكهرومغناطيسية، أليس كذلك؟ تذكر، الشحنات المختلفة تتجاذب والشحنات المتشابهة تتنافر. ولكن ما يحدث حقًا هو أن هذه البروتونات في النواة واقعة تحت تأثير ما هو أقوى من القوة الكهرومغناطيسية.
اقرأ المزيد: القوى الكونية الأربعة: الكهرومغناطيسية
تقوم القوة النووية القوية بربط جزيئات النواة ببعضها، أقوى ما في الكون وحده يمكنه التغلب على تنافر الشحنات المتشابهة مثل بروتونات النواة الموجبة. لا يتوقف الأمر عند ذلك، بل تلعب تلك القوى دورًا مهمًا في تكوين البروتونات والنيوترونات نفسها.
فالجسميات تحت النووية المكونة لكليهما، تقع تحت تأثير القوى النووية القوية، وهي بذلك تكون القوى الأهم في تكوين كل الذرات والعناصر، التي تكون عالمنا، كوننا، بل حتى نحن.
صحيح أنها الأقوى ولكن أيضًا لديها أقصر مدى، مما يعني أن الجسيمات يجب أن تكون قريبة للغاية كي تشعر بآثارها، فيجب على البروتونات مثلا أن تكون على مسافة 0.87×10−15 متر، أو ما يساوي قُطر البروتون لتقع تحت تأثير القوى.
إن لم يتمكنوا من الاقتراب لهذه المسافة؛ تصبح القوة النووية القوية ضعيفة للغاية بحيث لا يمكنها التأثير على الجسيمات، ويمكن للقوة الكهرومغناطيسية أخذ مكانها فتبعد البروتونات عن بعضها البعض.
القوى النووية القوية هي المسؤولة عن الطاقة المنتجة من النجوم ومن شمسنا، وهي كذلك التي يحاول العلماء الاستفادة منها في المفاعلات النووية السلمية لإنتاج الطاقة الكهربائية، وهي القوة المدمرة في القنابل النووية.
كيف تتصرف عند وقوع انفجار نووي؟