تقلبات هرمونية لدى الرجال, ذكورة, دورة شهرية, هرمون التيستوستيرون

هل يمر الرجال أيضًا بـ«دورة شهرية»؟

بسبب هرمون التيستوستيرون، تحدث تقلبات هرمونية لدى الرجال طوال اليوم، وعلى المدى الطويل من العمر، هذه التقلبات تعرف بالدورة الشهرية لدى الرجال، كيف نفهم ما يحدث؟

يعاني الرجال من تقلبات هرمونية يومية منتظمة، ينشأ عنها أعراض تشبه ما تعاني منه السيدات أثناء الدورة الشهرية. تعال معي لنرى الموقف عن كثب:

أولًا: من حيث كونها دورة شهرية، فهي دورة بالمعني العام، إلا إنها ليست مصحوبةً بنزف دمٍ أو تساقط لأنسجة متهتكة، وعلى ذلك فهي أشد وقعًا على السيدات منها على الرجال. إلا إن الأعراض المرتبطة بها لا تزال متشابهة بين كلا الجنسين.

يسري في دم الرجال هرمون «التيستوستيرون - Testosterone»، أو ما يسمى بالهرمون الذكري- وهو المسئول بشكل مباشر وغير مباشر عن الرغبة الجنسية، كثافة العظام، قوة العضلات، إنتاج كرات الدم الحمراء، وإنتاج الحيونات المنوية، وغيرها من العلميات الحيوية.

الواقع أن مستويات ذلك الهرمون تخضع للتفاوت على مستوى اليوم(1)، بل ومن يومٍ لآخر، ومن حالة فسيولوجيةٍ لأخرى. على سبيل المثال؛ يكون مستوى التيستوستيرون في أقصى ارتفاع له في الصباح -ما بين السابعة والتاسعة صباحًا-، وهو هام لشعورك بالنشاط والحيوية، ومن ثم النهوض من الفراش.

ويقل مستوى الهرمون في الدم مع تقدم اليوم حتى يصل لأقل مستوىً له في المساء، وعلى ذلك يرتبط هذا الاضطراب الهرموني بأعراض تشبه إلى حدٍ بعيد أعراض الدورة الشهرية عند الفتيات (التوتر، الاكتئاب، تقلبات المزاج، الارتباك، سرعة الغضب، انخفاض الرغبة الجنسية، واضطرابات سلوكية أخري كثيرة).

ويحدث ذاك التغير الهرموني بمعدل 4-5 مرات يوميًّا، في حين يتغير مستوى «الإستروجين - Estrogen» في دم السيدات مرة واحدة كل 4 أيام.

ومن الثابت علميًّا أن مستوى التيستوستيرون ينخفض بمعدل 1% سنويًا بعد سن الثلاثين، كما أنه بحلول الأربعين يبدأ ما يقارب 10% من التيستوستيرون في التحول إلى إستروجين، وهذا ما يفسر ترهل الجسم في الرجال المسنين، وتراكم الدهون في الأرداف والصدر أو ما يطلق عليه «التثدي - Gynecomastia».

ومع تقدم السن لدى الرجال فإنهم يعانون من أعراض تشبه أعراض سن اليأس لدي السيدات «Menopause»، لدرجة أنه يطلق عليها «Andropause».

اقرأ أيضاً:  كيف سنتعرف على كائن فضائي لو رأينا واحدًا؟

جدير بالذكر أن الإستروجين (الهرمون الأنثوي) يعاني أيضًا من فقدان 10% منه وتحولها إلى التيستوستيرون، ذلك أن الأخير مهم للنهوض من الفراش في الصباح والشعور بالنشاط والحيوية، وهو ذات الدور الذي يلعبه عند الرجال.

وهذا ما قد يفسر أن جرائم العنف، لا تقع في معظم الأحيان إلا من قِبَل الرجال، ذلك أن التوتر الهرموني، لا سيما في مستوى التيستوستيرون هو عامل مؤثر في الاضطراب السلوكي والعصبي لدى الرجال.

وبفهم السيدات لهذه الدورة الهرمونية الذكرية، يمكنها الحصول على ما تريد من شريك حياتها، زوجًا كان أم خطيبًا، وذلك بتحين الوقت المناسب للطلب.

وهنا دعيني أسرب لك هذه المعلومات. في الصباح يكون مستوى الهرمون الذكري في أعلى مستوياته، ومن ثم يمتلىء الرجل بالنشاط والحيوية والاستفزاز، وهناك يكون نفسيًا أقرب ما يكون لقول «لا»، فلا تطلبي منه شيئًا في هذا الوقت.

في منتصف النهار ينخفض مستوى الهرمون تدريجيًا ويكون أقرب للموافقة على الطلبات التي تطلب منه، لكنه أيضًا الوقت الأمثل للانهماك في العمل الجماعي، وإيجاد الحلول للمشكلات المعلقة، والنصيحة هنا: «أجّلي الطلب للمساء».

ففي المساء ينخفض مستوى التيستوستيرون لأقل مستوياته، ويكون الرجل أهدأ قليلًا وأميل للاستكانة والراحة، وأقرب ذهنيًا للموافقة على كثيرٍ مما يُطلب منه.

وبالرغم من كونه في المساء، إلا إن هرمون التيستوستيرون يمكن أن يرتفع أيضًا في ذلك الجزء من اليوم إذا تعرض الرجل لمثيرات خارجية مثل مشاهدة أفلام العنف ومباريات كرة القدم، لا سيما إذا كان مشجعًا متعصبًا، وكذلك احتساء كميات كبيرة من الكافيين. في هذه الحالات لا تطلبي ما تريدين، فعلى الأرجح لن يوافق.

هذا المقال هو دعوة حقيقية للغوص في أنفسنا، واستكناه أسرار ذلك المخلوق الذي جاء ليعمر الكون؛ الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share