صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» في تقرير حديث صدر يوم الخميس الماضي، بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول من الشهر الجاري، أن المضادات الحيوية من نوع «الفلوروكينولون - Flouroquinolones»، قد تزيد من احتمالية حدوث حالة مرضية نادرة لكن خطيرة، تتمثل في تمزق بالشريان الأورطي، أكبر شريان في جسم الإنسان، مما قد يؤدي إلى نزيف شديد قد يؤدي إلى الموت.
الأفراد الأكثر عرضة لتلك الحالة هم الذ يعانون من حالة «تمدد الشريان الأورطي - Aortic aneurysm»، وهي عبارة عن انتفاخ غير طبيعي في جزء من الشريان الأورطي، مما يؤدي إلى ضعف جدرانه. وفي حين لا تعد تلك الحالة من الخطورة بمكان في أغلب الأحيان، إلا أنها تزيد احتمال حدوث تمزق في جدار الشريان مما يؤدي إلى نزيف داخلي.
وبحسب التقرير الأخير، فإن ذلك النوع من المضادات الحيوية، قد يزيد من احتمال حدوث ذلك التطور المرضي الخطير.
https://twitter.com/SGottliebFDA/status/1075841589619159041
واسعة المدى ومتعددة الأعراض الجانبية
الفلوروكينولون هي مضادات حيوية واسعة المدى، أي يمكنها تثبيط وقتل أنواع مختلفة من الميكروبات، بحيث تمثل الخيار الأول في علاج عدوى المسالك البولية، وتستخدم على نطاق واسع لعلاج عدوى الالتهاب الرئوي، خاصة تلك التي تنتشر في المستشفيات، كما أثبتت فعاليتها في علاج بعض أنواع أمراض الإسهال المعدية، وغيرها.
تندرج تحت هذه العائلة من المضادات الحيوية، مجموعة كبيرة من الأدوية أشهرها استخدامًا في مصر:
السيبروفلوكساسين (Cipro, Ciprobay, Ciprocin, Ciprofar)، الليفوفلوكساسين (Tavacin, Tavanic, Levoxin, Floxabact)، النورفلوكساسين (Epinor, Norbactin)، الموكسيفلوكساسين (Moxiflox, Moxavidex, Moxitrix).
وفي حين ساهمت تلك المضادات الحيوية في مواجهة الأمراض المعدية على مدار 30 سنة من إنتاجها، إلا أنها ترتبط بعدة أعراض جانبية غير مرغوبة، تشمل التهاب وتمزق الأوتار، الاعتلال العصبي الطرفي، انخفاض ملحوظ في مستوى السكر بالدم، وبعض الآثار على الصحة العقلية.
وبعد مراجعة مجموعة من الحالات المرضية والدراسات العلمية التي تظهر خطورة تلك المركبات، يفيد تقرير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بوجود علاقة بين استخدام ذلك النوع من المضادات الحيوية -عن طريق الفم أو الحقن- وزيادة خطورة الإصابة بـ «تمدد الأورطي».
إضافة إلى ذلك، يوضح التقرير أن العديد من الدراسات التي قامت الإدارة بمراجعتها، تفيد بأن استخدام ذلك النوع من المضادات الحيوية، يضاعف احتمال انسلاخ الأورطي، وهو حالة يتمزق فيها الجدار الداخلي للأورطى مغيراً مسار جريان الدم، أو تمزقه مما يفضي إلى نزيف داخلي، قد يكون مميتًا.
نصائح للمرضى والأطباء
تنصح إدارة الدواء والغذاء الأمريكية الأطباء ومختصي الرعاية الصحية، بتجنب استخدام هذه الأدوية -ماعدا في الحالات القصوى- بين المرضى والمعرضين لخطر الإصابة بتمدد الأورطي، وبين المرضى الذين يعانون من تصلب الشرايين، ارتفاع ضغط الدم، وبعض الحالات الوراثية مثل متلازمة «مارفان» ومتلازمة «أهلرز دانلوس» والمرضى المسنين، وإيقاف استخدامها تمامًا، في حال أبلغ أحد المرضى باختباره لأعراض، تشابه أعراض تمدد الأورطي أو انسلاخه.
إن أعراض تمدد الأورطي لا تظهر عادًة، إلا بعد تطوره لانسلاخ أو تمزق، وعليه يوصى التقرير المرضى الذين يستخدمون تلك المضادات الحيوية، بالتوجه سريعًا إلى أقرب دار رعاية صحية في حال اختبارهم لألم شديد ومفاجئ في الصدر أو البطن أو الظهر.
كما ينبه المرضى بأهمية إبلاغ طبيبهم الخاص، بتاريخهم المرضي خاصة بالأمراض القلبية الوعائية وارتفاع ضغط الدم، قبل البدء في جدول علاجي من المضادات الحيوية.
إضافة إلى ذلك، أوصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بضرورة إرفاق هذه التحذيرات الجديدة بالنشرات المرفقة بالأدوية ودليل المرضي لجميع مضادات الفلوروكينولون.