لحم طازج من المختبر

هل يحل المختبر مكان الحظيرة؟

بينما تقرأ هذه الكلمات يتناول أحدهم وجبة من اللحم أو الدجاج، لا جديد في ذلك إلا إذا كان هذا الشخص يستمتع بوجبته في مطعم افتتح حديثًا في سنغافورة.

يقدم هذه المطعم قطع من الدجاج التي لم تنتنج عبر ذبح أي دجاجة بل من خلايا أولية زرعت داخل المختبر. وهو أول مطعم يقدم أطباقًا مصنعة بتلك التقنية في التاريخ.

أواخر عام 2013 قدم عالم الفسيولوجيا الهولندي "مارك بوست" أول قطعة من اللحم مصنعة معمليًا إلى العالم في مؤتمر صحفي أقيم بالعاصمة البريطانية لندن. كلفت  قطعة البرجر تلك أكثر من ربع مليون دولار أمريكي وقتها، إلا تطور تقنيات التصنيع وانخفاض تكلفتها يغري بإن تحل اللحوم المصنعة معمليًا مكان الطرق التقليدية.

تقتل مليارات الحيوانات سنويًا لإنتاج اللحوم، وهو ما يراه البعض دافعًا أخلاقيًا للبحث عن بديل. من الناحية البيئية  تطلق الماشية قرابة 15% من الغازات الدفيئة الضارة بالبيئة، أي أكثر من كل وسائل النقل مجتمعة، وصحيًا يمثل الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في المزارع الحيوانية خطرًا بالغًا، حيث تسرع من مقاومة الممرضات لعلاجتنا.

يمكن للحوم المصنعة معمليًا تقليل معاناة الحيوانات، فبدلًا من ذبحها يتطلب تصنيع كم هائل من اللحوم المعملية سحب بضع خلايا فقط من النسيج العضلي للحيوان، ثم توفير الظروف المناسبة لنموها وتمايزها إلى خلايا عضلية. كما قد يكون من الممكن تعديلها لتكون غنية بالمغذيات.

وبطبيعة الحال فإن مختبرات إنتاج اللحوم المصنعة تحتاج مساحة قليلة جدًا من الأرض والماء مقارنة بالطرق التقليدية، وبسبب تلك المزايا البيئية تعرف أيضًا باللحم النظيف.

رغم ذلك تظل اللحوم المصنعة معمليًا مثيرة للجدل، يختلف العلماء عن ما إن كان أثرها البيئي -على الأقل في أزمة المناخ - إيجابيًا. ومن الناحية الصحية لازالت الأبحاث جارية للتأكد من سلامتها.

اقرأ أيضاً:  الأغذية المعدلة وراثيًا | رفاهية أم ضرورة؟

 فوق ذلك، فإن الطعم اللذيذ للحم ينتج من التكوين المعقد للبروتينات مع الدهون والكربوهيدرات. حتى الآن فإن صناعة الأشكال المختلفة من اللحوم والحفاظ على مذاقها الطبيعي لم يتحقق بعد. ,وهو ما يقلل من قبول المستهلكين لها.

الآن ماذا عنك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share