مرض التهاب الأمعاء, أمراض القولون, أمراض الجهاز الهضمي, طب, دراسات علمية, ibm

دراسة جديدة: الكشف عن لغز مرض التهاب الأمعاء

دراسة علمية جديدة تكشف اللغز عن سبب مرض التهاب الأمعاء، الذي يعد أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا، كيف تمكن العلماء من ذلك؟

أحد أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارًا هو «مرض التهاب الأمعاء - IBM»، حيث يصيب سنويًا ما يقرب من 70 ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، ويسجل معدلاته ارتفاعًا متزايدًا  في دول أخرى مثل البرازيل وتايوان، مترافقًا مع نموها الاقتصادي والصناعي.

يضم ذلك المرض العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة والتي أشهرها؛ التهاب القولون التقرحي، ومرض كرون، والذي ينتشر على طول الجهاز الهضمي وليس في منطقة الأمعاء فقط. على الرغم من الانتشار الواسع للمرض؛ إلا أنه وحتى وقتنا هذا فالمرض يعد لغزًا، حيث ليس ثمة علاج فعال لأغلب مصابيه، كما أن السبب الرئيس لنشأته لايزال مجهولاً.

إلا أن العلماء قد بدأوا بفك شفرات اللغز مع دراسة حديثة نشرت اليوم، 18 سبتمبر/أيلول في دورية «سيل ريبورتز»، أجراها مجموعة باحثين من معهد «سانفورد بورنهام بريبيس ديسكفري» الطبي في الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع علماء من معهد «تخنيون» الإسرائيلي للتكنولوجيا.

تمكن الفريق من التعرف على بروتين معين يظهر أثناء الالتهاب، ويمكن استخدامه في تشخيص المرض، وتوضيح خبايا نشأته، كما تقدير أي العلاجات قد لا تكون فعالة.

صندوق بانادورا للمرض

يميز العلماء مجموعة متعددة من البروتينات بارتباطها بظهور الالتهابات المختلفة، حيث يتم استخدامها كعلامات أو وسائل تشخيصية. أحد تلك البروتينات يعرف بـ «S100A8»، يستخدم لتشخيص التهاب الأمعاء، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تسببه فيها، رغم كونه احتمالاً مقبولاً.

في دراستهم توصل الباحثون أن ذلك البروتين يتم التحكم فيه من خلال جين مميز يسمى بـ «RNF5»، يحافظ بروتين «RNF5» الناتج عن ذلك الجين على توازن البروتينات داخل الخلية. وفي حال غيابه أو تعرضه للعطب، يضطرب ذلك التوازن وترتفع معدلات بروتين «S100A8»، الذي قد يدفع إلى نشوء مرض التهاب الأمعاء.

اقرأ أيضاً:  العمل عن بعد يمكن أن يكون أفضل بكثير مما نشهده

تلك النتائج ترتبت على تجربة أجريت على فئران تم تعديلها وراثيًا بحيث تفتقر إلى ذاك الجين، حيث أظهرت أنها أكثر عرضة لتطور المرض عن الفئران غير المعدلة عند التعرض لمحفزات الالتهاب.

زييف روناي, مرض التهاب الأمعاء, أمراض القولون, أمراض الجهاز الهضمي, طب, دراسات علمية, ibm
البروفيسور زييف روناي/ Sanford Burnham Prebys Medical Discovery Institute

يشبه البروفيسور «زييف روناي - Ze'ev Ronai» من معهد سانفورد بورنهام بريبيس ديسكفري، والمشارك في الدراسة جين «RNF5» بـ«صندوق باندورا» من الميثيولوجيا الأغريقية، والذي كان يحوي كل شرور العالم التي لم تمكن لتنتشر لولا أن تم فتح الصندوق، حيث يقول:

دراستنا تشير إلى أن جين «RNF5»، يعتبر بمثابة القفل الذي يحافظ على عوامل الالتهاب تحت السيطرة. عندما يتم كسر القفل، يفتح صندوق باندورا، وينطلق بروتين «S100A8» ليسبب الالتهاب.

تم التحقق من تلك النتائج مجددًا من خلال فحص نسيج أمعاء 19 مريضًا بالتهاب القولون التقرحي، والذي أوضح انخفاض معدلات انخفاض معدلات «RNF5»، وارتفاع نظيره المسبب للاتهاب، وهو ما يتوافق مع التجربة التي شملت الفئران.

أوضحت الدراسة كذلك أن المرضى التي لا تجدي العلاجات المثبطة للالتهاب معهم يعانون من انخفاض نشاط الجين الحامي، وهو ما يعد ذو أهمية وفقًا للباحثين، لأن تلك العلاجات لها أضرار جانبية خطرة، يمكننا الآن الاستغناء عنها.

اقرأ أيضاً: معدتنا تستطيع هضم شفرة حلاقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share