غازات الدفيئة, مناخ, التغير المناخي, الاحتباس الحراري, تلوث

الأمم المتحدة: نسبة غازات الدفيئة ترتفع لمعدلات غير مسبوقة

تقرير للأمم المتحدة يظهر أن نسبة غازات الدفيئة التي تتسبب بأزمة التغير المناخي وصلت لمعدلات غير مسبوقة، ما الأسباب، وما نسبتها مقارنة بالأعوام السابقة؟

أنذر تقرير حديث أصدرته «المنظمة الدولية للأرصاد الجوية - WMO»، وهي منظمة دولية تضم أكثر من 190 دولة، أن معدلات «غازات الدفيئة - Greenhouse gas» التي تتسبب بأزمة التغير المناخي، قد واصلت ارتفاعها خلال العام الماضي، لتصل إلى معدلات غير مسبوقة، مهددة بعواقب مناخية وكوراث طبيعية، قد لا يمكن تفاديها.

هذا وقد سبق تقرير المنظمة الدولية، تقرير أصدرته «اللجنة الدولية للتغيرات المناخية - IPCC» الشهر الماضي، الذي أوضحت خلاله أن قرابة 12 عامًا هو ما تبقى للعالم قبل أن يرتفع معدل درجة الحرارة إلى 1.5 مئوية فوق معدلات الثورة الصناعية.

وهي تهدد بذلك الحدود المأمول تحقيقها في اتفاقية باريس للمناخ التي تم إبرامها عام 2015، والتي ما لبثت أن واجهت العديد من التقلبات بعد أن أعلنت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية -أكبر منتج لغاز ثاني أكسيد الكربون في التاريخ- إنسحابها من الاتفاقية العام الماضي، مع تعالي أصوات المتشككين في أزمة المناخ، أو بدور البشر فيها، فما هي غازات الدفيئة؟، وكيف تسهم نشاطتنا في زيادتها؟

غازات البيت الزجاجي

تحمل غازات الدفيئة اسمًا آخر هو أكثر تعبيرًا عن آلية عملها و هو «غازات الصوبة الزجاجية - Greenhouse Gases»، والصوبة الزجاجية هو البيت الشفاف الذي قد تراه في بعض المزارع المحلية، تُزرع وتنمو فيه النباتات، بحيث يقوم الزجاج بامتصاص الحرارة نهاراً واحتجازها ليلاً داخله لوقاية النباتات من الصقيع.

وكذلك هو الحال مع غازات الدفيئة أو غازات الصوبة الزجاجية؛ إذ تختزن الحرارة في الجوّ، والتي لولاها لكانت الأرض باردة جدّاً لتقوم الحياة عليها، إلا أنه ومنذ الثورة الصناعية، أي قرابة منتصف القرن الثامن عشر، كان لنشاطتنا الصناعية الكبرى من المصانع إلى وسائل المواصلات التي تحرق الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى التوسع العماري مقابل انحسار الغابات التي تستطيع امتصاص غازات ثاني أكسيد الكربون -أحد أهم الغازات الدفيئة- من الجو، أن تزيد بشكل مضطرد من نسب تلك الغازات، وعليه من متوسط حرارة الكوكب.

وعليه فقد ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بالفعل، بما يزيد عن 1 مئوية عن معدلات ما قبل الثورة الصناعية، وفي حين قد تبدو أن الزيادة بسيطة، إلا أنه وبالاقتراب من 1.5 مئوية، فإننا مقبولون على العديد من الكوراث الطبيعية، من خلال ازدياد منسوب مياه البحار، التي بدورها ستمدد لتغطي عدة مناطق ساحلية، مع ارتفاع مخاطر الفيضانات والأعاصير، ونقص الغذاء نتيجة موت النباتات والحشرات الملحقة لها، وفقًا لتقرير «اللجنة الدولية للتغيرات المناخية»، الأخير.

اقرأ أيضاً:  كشف سر العمى نتيجة الجلوكوما!

إن تحديد معدلات ما قبل الثورة الصناعية، كأساس لمقارنة ارتفاع درجات الحرارة أو نسب غازات الدفيئة، يهدف بالأساس إلى تحديد الدور البشري في أزمة المناخ، وفصله قدر الإمكان عن المصادر الطبيعة، وعليه لنعد الآن إلى آخر تقديرات الأمم المتحدة، التي ظهرت في تقرير منظمة الأرصاد الجوية قبل أيام.

معدلات غير مسبوقة

ازداد تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون بما يقارب 50% منذ انطلاق الثورة الصناعية، حيث أوضح التقرير الأخير، أن تركيزه في الجو ارتفع من  403.3 جزء من المليون عام 2016، إلى 405.5 جزء من المليون في عام 2017.

في سنة 2016، شكّل غاز ثاني أوكسيد الكربون نسبة 81.6% من مجمل الغازات الدفيئة التي تطرحها الولايات المتحدة نتيجة النشاط البشري وذلك حسب وكالة حماية البيئة الأمريكية EPA.

بالانتقال إلى غاز «الميثان» الذي يشكل ما يزيد عن 17% من مجمل غازات الدفيئة في الجو، فإن معدلاته قد ازدات بما يفوق الضعفين عن معدلات ما قبل الثورة الصناعية، رغم أن ثبات الميثان في الجوّ قليل نسبة لثبات ثاني أوكسيد الكربون، إلا أن قدرته على احتباس الحرارة تفوق قدرة غاز ثاني أكسيد الكربون.

وحسب التقرير فإن النشاطات البشرية من الزراعة إلى حرق الوقود الأحفوري تسهم بقرابة 60%، من انبعثاته إلى طبقات الجو. أوضح التقرير أيضًا ارتفاع نسب غاز «أكسيد النيتروز»، والذي يسهم في أزمة المناخ، وفي تآكل طبقة الأوزون على حد سواء، وقد ازداد بنسبة تقارب الربع منذ الثورة الصناعية.

وعلى غرار أكسيد النيتروز، فإن «غازات المفلورة - Fluorinated Gases»، يمكنها أن تسبب أضرار بيئية مختلفة، إلا أنه على خلافه، لا يتم إنتاجها إلا مصادر بشرية صناعية.

وقد خالف التقرير التوقعات بإيضاحه أن أحدى تلك الغازات أظهرت ارتفاعُا ملحوظًا خلال العقد الماضي، رغم تقييدها في اتفاقيات سابقة بهدف حماية طبقة الأوزون، التي تساهم تلك الغازات في تآكلها بشكل متسارع، ويرجع التقرير ذلك التغير إلى نشاط صناعي متزايد في دول شرق آسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share