وظائف الرحم, بيولوجي, طب, دراسات علمية

باحثون يستكشفون وظائف جديدة للرحم

دراسة حديثة تقدم أدلة أولية أن وظائف الرحم قد تكون أكثر تعقيدًا، بحيث تؤثر على الذاكرة وغيرها من القدرات الإدراكية المتعلقة بالدماغ.

صور الرحم قديًما كرمز للخصوبة والنماء، فقد صور في المخطوطات المصرية القديمة مع الآلهة «إيبة»، وهي آلهة الخصوبة عند قدماء المصريين، وقد خطى الأطباء والعلماء من بعدهم باعتبار أن دور الرحم يقتصر على كونه حافظة للجنين، إلا أن دراسة حديثة نشرت في دورية «إندوكرنولوجي - Endocrinology» بتاريخ 6 ديسمبر/كانون الأول من الشهر الجاري، تقدم أدلة أولية أن وظائف الرحم قد تكون أكثر تعقيدًا، بحيث تؤثر على الذاكرة وغيرها من القدرات الإدراكية المتعلقة بالدماغ.

متاهة من التعقيدات

فيما سماه «دراسات على الجنين في الرحم»، صور «ليوناردو دافنشي» فنان عصر النهضة الشهير، تفاصيل تكوين الرحم بدقة، وبها نفى العديد من المعتقدات السابقة وغير الدقيقة عن تركيب الرحم.

بالمثل سعى فريق بحثي من جامعة ولاية أريزونا الأمريكية، على تغيير الصورة النمطية عن الرحم، من خلال كشف ارتباطه بقدرات إدراكية هامة مثل الذاكرة، وذلك من خلال عدة تجارب، أجراها الفريق على مجموعة من الفئران.

الرحم, أجنة, دراسات علمية
وضعيات الجنين في الرحم

قسم الباحثون مجموعة الفئران إلى 4 مجموعات، خضعت المجموعة الأولى لعملية استئصال الرحم، بينما تم استئصال المبيضين من أخرى، وفي المجموعة الثالثة نزع كلا العضويين التناسليين، بينما كان المجموعة الأخيرة بمثابة مجموعة قياسية، بحيث خضعت لعملية جراحية دون استئصال أي من أعضائها.

وعلى مدار الشهور التالية للعملية الجراحية، تم اختبار القدرات الإداركية والذاكرة قصيرة الأمد للمجموعات المختلفة، من خلال متاهات صغيرة مصممة بشكل يناسب تلك الاختبارات. وعليه، أوضحت النتائج أن المجموعة التي خضعت لاستئصال الرحم فقط، حصدت أسوأ النتائج، كما لاحظ الفريق أن اختلال بسيط في هرمونات المبيض في المجموعة نفسها، مقارنة بالمجموعة القياسية.

تقول «هيثر بيمونت» أستاذة علم النفس والباحث الرئيس للدراسة وفقًا لما ورد في «البيان الصحفي» المرافق للبحث:

تظهر الدراسات السابقة أن السيدات التي أجرين عملية استئصال رحم قبل سن اليأس، يزيد احتمال إصابتهم بأمراض الخرف، إلا نتائج الدراسة كانت مفاجئة.

يعتقد الباحثون أن ذاك الاختلال الهرموني قد يكون هو أساس التغييرات الإدراكية، إلا أنهم ينوهون أن المزيد من البحث هو ضرورة لكشف تعقيدات الترابط بين الرحم و الدماغ، وفي حين تجرى أكثر من نصف مليون عملية استئصال رحم سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، يسعى الفريق بإكمال أبحاثهم، استكشاف مدى تأثير اضطرابات الذكرة المرافقة لاستئصال الرحم، إمكانية كونها قابلة للتغيير أو العلاج.

اقرأ أيضاً:  انفوجراف تفاعلي◄ زراعة الأعضاء والتبرع بها
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share