بعد مرور 117 سنة على منحها لأول مرة، تعتبر جائزة نوبل من أهم الجوائز العلمية في مجالات الأدب والطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد والنشاط من أجل السلام. يعمل الكثير من العلماء والباحثين باجتهاد لنيل شرف الترشح لتلك الجائزة فقط. فما بالك بالفوز بها!
هل تعتقد أنه من المستحيل حصولك عليها؟
أنت مخطئ، فلأمر ليس بعيد المنال. إليك الدليل للحصول على جائزة نوبل، وفقًا لنصائح بعض العلماء الحائزين على الجائزة.
1. لا تسعى للحصول على الجائزة
كي تحصل على الجائزة لا تجعلها هدفك الأساسي. نعم، ما قرأته صحيح. لا تأمل في الحصول عليها ولا تفكر فيها. ركز فقط على القيام بأفضل ما يمكنك القيام به في مجالك.
يقول سير «ريتشارد ج. روبرتس»، عالم الكيمياء الحيوية والأحياء الجزيئية والحاصل على الجائزة عام 1993:
اطرح أسئلة جيدة، واستخدم أساليب مبتكرة للإجابة عنها. وابحث عن تلك النتائج غير المتوقعة التي قد تكشف بعض جوانب الطبيعة غير المتوقعة. وإذا كنت محظوظاً، فستقوم باكتشاف كبير قد يحصد لك جائزة أو اثنتين. ولكن فقط إذا كنت محظوظاً بشكل غير عادي فستتاح لك فرصة الفوز بجائزة نوبل.
2. اختر مجال بحثك بعناية
كيف يمكنك الحصول على الجائزة إن لم تكن شغوفًا بمجالك؟
ينصح «بريان شميدت»، عالم الفيزياء الفلكية الذي شارك جائزة الفيزياء لعام 2011، ويشغل الآن منصب نائب رئيس الجامعة الوطنية الأسترالية:
قم بالبحث الذي تتحمس له... حتى لو لم تحقق اكتشافًا جديرًا بجائزة نوبل، فسيكون لديك الكثير من الفرص العظيمة في الحياة للقيام بأعمال واعدة. ولكن أيضًا، لا تترك الأمر كله للشغف، فعليك اختيار المجال بذكاء. لذلك عند اختيار مجال العمل، ابحث عن غير المتوقع وابتعد عن المجالات المزدحمة التي لن يتم ملاحظتك فيها.
وقد ردد هذا الرأي «جان بيير سوفاج»، الأكاديمي بجامعة ستراسبورغ الذي شارك جائزة نوبل في الكيمياء في عام 2016، والذي يحث العلماء على البحث عن الجديد بدلًا من اتباع الطرق العصرية.
3. تعاون مع علماء آخرين، ولكن ليس مع أكثر من شخصين
لا يمكن منح جائزة نوبل لأكثر من 3 أفراد، على النحو التي تنص عليه مؤسسة نوبل، مع أن التعاون يجسد الكثير مما هو جيد في العلوم ويجعل البحث أمرًا ممتعًا، حيث تمكنك من الاستفادة، وتلقي مجموعات مختلفة من الخبرات للعمل على مشكلة ما، غالبًا ما ستكون المفتاح للقيام بالاكتشافات العظيمة.
وهذا ما يشجع الكثير من العلماء اليوم في العمل ضمن فريق، غالبًا ما يكون هذا الفريق ضخمًا مكونًا من عشرات الباحثين. وإن بحثت عن آخر الفائزين بالجائزة؛ فستجد أن أغلبهم كان يعمل ضمن فريق أو مؤسسة. ومع ذلك، إذا كنت تعتقد أنك تقترب من اكتشاف كبير، يقول «سير روبرتس»:
احرص دائمًا على عدم نسيان أنه لا يمكن أن يكون هناك سوى ثلاثة فائزين بالجائزة. لذلك اختر المتعاونين معك بعناية، لكن تنبه أن تضع أحدهم في إطار المنافس، مع أنه قد يكون متعاونًا قيمًا للغاية.
4. عائلتك قد تكون طريقك للفوز بالجائزة
قد يبدوا الأمر غريبًا في البداية، ولكن قد يكون أحد أفراد عائلتك السبب في حصولك على الجائزة. 7 من أبناء الحائزين على جائزة نوبل ذهبوا ليفوزوا بالجائزة بأنفسهم. وحصل 4 من المتزوجين على الجائزة بالاشتارك سويًا، كما يوجد من شارك الجائزة مع والده.
أيضًا حصل الثنائي المشهور «ماري كوري وزوجها بيير» على نوبل في الفيزياء في عام 1903، في حين فازت ابنتهما «إيريني» مع زوجها «فريدريك جوليو» بجائزة كيمياء عام 1935.
وحصل كارل وزوجته جيرتي كوري على جائزة الطب في عام 1947، وفازت «ألفا ميردال» وزوجها «ألفونسو روبلز» بجائزة السلام في عام 1942. كما شارك لورنس براج جائزة الفيزياء عام 1935 مع والده وليام. وتستمر القائمة باسماء تلك العائلات التي نالت حظًا وفيرًا بالحصول على جائزة نوبل. فلما إذاً لا تعمل على نيل الجائزة وتعطي فرصة لأبنائك للفوز بها أيضاً.
5. اعمل مع شخص فاز بالجائزة مسبقًا، أو سيفوز بها في المستقبل
يشير العديد من الفائزين بجائزة نوبل إلى أهمية وجود معلم ومرشد جيد. شخص قد فاز بالجائزة مثلًا، بحيث يدلك هذا المرشد على طريقته السرية للحصول عليها. يقول روبرتس:
في بعض الأحيان، قد يكون العمل في مؤسسة بها فائز سابق بالجائزة مفيدًا. أحد الأمثلة الرئيسية على ذلك هو مختبر مجلس البحوث الطبية (MRC) في كامبريدج، المملكة المتحدة. حيث فاز ما لا يقل عن 9 من أعضائه بجائزة نوبل في الكيمياء، الأحياء والطب.
والأفضل من هذا كله هو أن تعمل في مختبر يضم فائز مستقبلي -متوقع- للجائزة، شخص لا يسعى للنجاح فقط، ولكن لديه استعداد لمشاركته معك. وسيكون التحدي هنا في ايجاد هذا المعلم الذي يضعك على تذكرته للحصول على جائزة نوبل.
هل أنت متحمس الآن للعمل للحصول على جائزة نوبل المرموقة، وبدأت خطواتك على خطى العلماء قبلك؟
حسنًا، لم يكن هذا ما يريده نوبل من الجائزة. لم يكن الهدف من الجائزة، ولا أي جائزة علمية أخرى، تشتيت الباحثين عن غرضهم الأساسي، وهو البحث عن الحقيقة، بل هي لتحفيزهم. لذا كلما أحسست أنك مشتت عن غرضك الرئيسي تذكر دائماً القاعدة الأولى.