تقدر «منظمة الصحة العالمية» أن عدد مصابي السكري تعدى 400 مليون شخص حول العالم، يقدر «الاتحاد الدولي للسكري» أن 90% من تلك الحالات تنتمي إلى النوع الثاني من السكري، الذي يعتقد الأطباء، بإمكانية تفاديه باتباع نمط حياة صحي من مختلف الجوانب.
قد يعد النظام الغذائي أحد أهم تلك الجوانب، حيث أنه يلعب دور هامًا في احتمالية الإصابة وتطور مراحل مرض السكري من النوع الثاني، كما أن نظام غذائي مناسب قد يشكل الحد الفارق، لتفادي مضاعفات المرض.
يتسم النظام الغذائي المناسب لمقاومة مرض السكري بالتركيز على استهلاك الخضروات والفاكهة، منتجات الألبان قليلة الدسم، الحبوب الكاملة، مع استهلاك أقل للأسماك والدواجن، البقوليات، والمكسرات، والحد من تناول اللحوم الحمراء، الأطعمة المعالجة، والمشروبات السكرية المحلاة، وسنوضح ذلك بشكل أكثر تفصيلًا في السطور التالية.
1. السكريات
من المهم أن تتجنب تناول السكريات البسيطة (الجلوكوز، السكروز) الموجودة في الحلوى والمشروبات الغازية و تقليل استخدماته في الطبخ أو الخبز. والاستعاضة عنها بالكربوهيدرات المعقدة من مصادر صحية مثل البطاطا المخبوزة ومنتجات القمح الكامل كالأرز البني والشوفان، كما ينصح بالاستغناء عن سكر المائدة مقابل المحليات الصناعية مثل السكارين في تحلية الطعام.
2. الخضروات والفاكهة
تحتوي الخضروات والفاكهة بشكل عام على الكثير من العناصر الغذائية مثل: الفيتامينات، المعادن، الفلافونيدات (مضادات الأكسدة)، الألياف الغذائية، وغيرها من المغذيات اللازمة للحفاظ على صحة جيدة.
فالألياف، لاسيما الألياف القابلة للذوبان كتلك الموجودة في الشوفان والبازلاء والفاصوليا والتفاح والفواكه الحمضية والجزر والشعير، تبطئ من سرعة امتصاص السكر من الأمعاء، وبالتالي تساعد في منع الارتفاع في مستويات الجلوكوز في الدم التي تتبع الوجبات الرئيسية أو الوجبات خفيفة.
وفي حين قد يظن البعض أن احتواء الفاكهة على السكريات يجعلها على قائمة الممنوعات بالنسبة لمرضى السكري. أوضحت دراسة نشرت في دورية «بلوس ميديسين - PLOS Medicine» عام 2016، بعد تقييمها لأثر تناول الفاكهة الطازجة على قرابة نص مليون امرأة ورجل صيني، ارتباط ارتفاع استهلاك الفاكهة الطازجة مع انخفاض مخاطر مرض السكري ومضاعفاته على الأوعية الدموية.
3. الشحوم واللحوم
تحتوي المنتجات الحيوانية مثل اللحم البقري والنقانق على نسب مرتفعة من الدهون، منها الدهون المشبعة سيئة السمعة، والكوليسترول المتواجد بكثرة في صفار البيض والكبد. وهذه المكونات مرتبطة بنقص فاعلية الإنسولين، والذي يترتب عليه ارتفاع حدة مرض السكري من النوع الثاني، كما أنها ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
4. الأسماك
تعد للأسماك الغنية بدهون الأوميجا-3، أكثر صحية لمرضى السكري، كما قد تقلل من خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية، لذا ينصح بتناولها بمعدل وجبتين أسبوعيًا.
5. الملح
مع ارتفاع معدل السكر في الدم عند مرضى السكري، يظن البعض أن تناول الملح قد يوازن من هذا الارتفاع باعتباره نقيض السكر، وتلك بالتأكيد خرافة لا أساس لها من الصحة.
فالملح (كلوريدات الصوديوم) مع ارتفاعه يزيد من احتمالية الإصابة بضغط الدم العالي، وهو ما يزيد من سرعة حدوث مضاعفات السكري، لذا من المفضل الحفاظ على مستوى الملح أقل من 2300 ملغ من الصوديوم في اليوم. وعليه، تجنب الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح مثل الأطعمة المعلبة والوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطس وغيرها.
وإن كنت لا تستطيع عن الطعم المالح في طعامك، يمكنك الاستعاضة عنه بالتوابل والأعشاب والثوم، كذلك فإن إضافة عصير الليمون تساعد في إبراز الملوحة الطبيعية للطعام. وعلى كلٍ، ينصح الأطباء بشكل عام، أن يهتم مريض السكري بمتابعة طبيب مختص، يحدد له ضوابط النظام الغذائي بما يتوافق مع حالته الصحية الخاصة.