خطاب بيل جيتس لخريجي عصر كوفيد19 (خريجي 2020)

خطاب بيل جيتس لخريجي 2020

فرض تفشي كوفيد-19 على الجامعات إلغاء احتفالات التخرج التي طال انتظارها، وحفل التخرج ليس مجرد الصعود إلى المسرح واستلام الشهادة، بل إنه يمثل بداية المرحلة التالية من حياة الخريجين، وهو شيء يستحق الاحتفال حتى في هذه الأوقات الصعبة. لذلك طلبت صحيفة وول ستريت جورنال من بعض المشاهير أن يشاطروا خريجي عام 2020 بعض الأفكار حول هذا التحول.

إليكم ما كتبه بيل وميلندا جيتس

معظم أحاديث حفلات التخرج لا تغير مسار التاريخ، إلا أنه في عصر يوم مشمس عام 1947، ألقى جورج مارشال وزير الخارجية الأمريكي آنذاك خطابًا غير وجه التاريخ. وفي حديثه في جامعة هارفارد، ذكّر الجنرال السابق جمهوره بأنه على بعد بضعة آلاف من الأميال من مكان الاحتفال، فى أعقاب الحرب العالمية الثانية كانت أوروبا غارقة في براثن الفقر والجوع واليأس. وأوضح أن الشعب الأميركي يتحمل مسؤولية تقديم المساعدة إلى أوروبا على الرغم من كونه "بعيدًا جدًا عن المناطق المضطربة في الأرض". وحتى لو لم تكن قد سمعت هذا الخطاب من قبل، فمن المحتمل أنك على دراية بالأجندة السياسية التي اقترحتها خطة مارشال، التي ساعدت على تسريع تعافي أوروبا الغربية من نكبتها والدخول في حقبة جديدة من السلام والازدهار.

وما أشبه حالنا اليوم بما كان عليه الحال آنذاك، يواجه العالم معاناة جماعية ودمارًا اقتصاديًا. ومرة أخرى، سيتعين على الدول أن تتكاتف من أجل إعادة البناء. لكن هذه المرة، فإن الخريجين من عام 2020، لا تحتاج إلى حديث تخرج يذكرهم بالمناطق المضطربة على كوكب الأرض، لأن أزمة كوفيد-19 التي نواجهها اليوم لا تقتصر على منطقة محددة بل هي تجربة عالمية حقًا.

إن الروابط التي لا تنفصم بين شعوب العالم الآن أقوى من أي روابط سابقة، فالعديد منكم قام بتسجيل الدخول على شبكة الإنترنت منذ أن تعلم القراءة، وكبروا مع إمكانية الوصول إلى ثقافة الآخر وتبادل وجهات النظر مع مجتمعات على بعد آلاف الأميال من منزلك، كما أن التحديات الرئيسية التي تلوح في الأفق مثل: تفشي الأمراض، وتغير المناخ، وعدم المساواة بين الجنسين، والفقر، تواجهها أنت وأقرانك في كل جزء من العالم.

اقرأ أيضاً:  هل أنت ضحية للتلاعب العقلي؟ | 10 علامات تؤكد لك

إذن، ماذا يعني كل هذا للمرحلة المقبلة من حياتكم كأعضاء في مجتمعنا العالمي؟

مهما كانت أهدافك المهنية، وأينما كنت تعيش، وأيًا ما كنت، هناك طرق كبيرة وصغيرة يمكنك المشاركة بها في جعل العالم أفضل للجميع.

إذا كانت هذه الأزمة قد ألهمتك للاستمرار في مهنة بالخدمة العامة، فهذا رائع - لكنها ليست الطريقة الوحيدة للمساهمة. يمكنك دائمًا استخدام صوتك للمضي قدمًا في التغيير. يمكنك الإصرار على السياسات التي تخلق مستقبلًا أكثر صحة وأفضل للجميع في كل مكان - سواء كانوا يعيشون معك في نفس الشارع أو على الجانب الآخر من الكوكب.

صحيح أنك تدخل هذه المرحلة الجديدة من حياتك في وقتٍ عصيب، وبالنسبة للكثيرين منكم، قد يكون الطريق الذي تتصوره بعد التخرج أكثر حدة في وجود العديد من الأمور التي تقلق حيالها - من صحتك إلى عائلتك إلى ما يعنيه العمل لقدرتك على سداد قروضك – مع ذلك من المفهوم أنك قد تحتاج إلى تعليق الأسئلة الأكبر حول دورك في تحسين العالم.

ولكن ليس هناك شك في أن لديك دورًا تلعبه، سواء كان ذلك الآن أو في المستقبل. أنتم ترثون عالمًا أثبت بالفعل أن التقدم ممكن - عالم أعاد بناء نفسه بعد الحرب، وهزم الجدري، ووفر الغذاء لأعداد متزايدة من السكان، ومكّن أكثر من بليون شخص من الخروج من الفقر المدقع.

هذا التقدم لم يحدث عن طريق الصدفة أو القدر، لقد كان هذا التقدم بفضل  أشخاص مثلك تمامًا فعلوه بحياتهم المهنية، كذلك فإنكم  ستساهمون في هذه المهمة المشتركة المتمثلة في دفعنا جميعًا إلى الأمام.

يا خريجى عام 2020، هذه ليست أوقاتًا سهلة. لكننا سنتخطاها بقيادتكم، سيكون العالم أقوى من ذي قبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share