الملاريا, علوم, بيولوجي, دراسات علمية

دراسة: أمل جديد في مكافحة الملاريا

تهدد قرصة بعوضة قرابة نصف سكان العالم، حيث يمكنها نقل أمراض مثلا الملاريا. وتشير دراسة جديدة إلى سبل مكافحة انتشارها، كيف ذلك؟

تهدد قرصة بعوضة قرابة نصف سكان العالم. تلك القرصة يمكنها أن تنقل مرض الملاريا، والذي تسبب في مقتل قرابة نصف مليون شخص على مستوى العالم عام 2016، معظهم من الأطفال في القارة الأفريقية، طبقًا لتقرير مراكز مكافحة الأمراض واتقائها.

وبهدف مساعدة هؤلاء، يسعى فريق من العلماء من كلية الطب بجامعة «سان دييجو» لإيجاد أدوية مضادة للملاريا تعالج المرض في مراحله المبكرة قبل ظهور الأعراض. حيث أمضى الفريق قرابة عامين في اختبار فعالية أكثر من 500 ألف مركب كيميائي في منع تطور طفيلي الملاريا داخل الكبد، كما أوضحت دراستهم المنشورة في دورية «ساينس -  Science» بتاريخ 7 ديسمبر/كانون الأول من الشهر الجاري.

وفي حين يوجد بالفعل عدة عقارات لعلاج الملاريا، إلا أن معظمها يستهدف الطفيلي بعد تطوره داخل الكبد وانتقاله إلى الدم، ويترافق مع ذلك ظهور أعراض الملاريا، من حمى ورجفة، تعرق، وتوعك وغثيان، كما أن طفيليات الملاريا تتطور بشكل سريع لمقاومة العلاجات الحالية.

تلك الفترة أيضًا هي المرحلة التي يمكن أن ينتقل فيها المرض من شخص لآخر، عندما تعض بعوضة شخصًا مصابًا، لتحمل الطفيلي مع الدم الذي تمتصه، وتنقله إلى شخص آخر سليم.

حل المشكلة من الجذور

تقول إليزابيث وينزلر، أستاذة علم الأدوية وأحد القائمين بالدراسة في البيان الصحفي:

بطريقة أو بأخرى، يمثل البحث عن أدوية جديدة للملاريا بحث عن شيء أقرب إلى الأسبرين، فهو يجعلك تشعر بتحسن ولكنك لا يعالج بالضرورة جذور المشكلة.

من بين المركبات التى تم اختبارها، توصل الباحثون إلى 631 مركب كيميائي أثبت قدرته على قتل الطفيلي، أو حظر قدرته على التكاثر والانتقال إلى الدم؛ هذه المركبات يمكن لها أن تكون نقطة بداية لتطوير أدوية جديدة للوقاية من الملاريا.

اقرأ أيضاً:  انفوجراف تفاعلي◄ زراعة الأعضاء والتبرع بها

يأمل العلماء ان تكون هده العلاجات بمثابة لقاح كيميائي طويل المفعول، يغني عن استخدام أدوية الفم او التطعيمات التقليدية التي تستهدف سلالات بعينها، بجانب ارتفاع تكلفتها، ومتطلبات تخزينها التي تحتاج إلى إجراءات معقدة، تزيد من صعوبة عملية إيصالها إلى المناطق المتضررة من الملاريا.

ومع هذا، من الجدير بالذكر أن سلالة الطفيلي التي تم اختبار المركبات ضدها ليست السلالة ذاتها التي تصيب البشر، بل قريبتها التى تسبب العدوى في الفئران، وذلك من ضمن إجراءات السلامة، كما تسمح قلة تكلفة نماذج الفئران، باختبار عدد كبير من المركبات كبداية للبحث.

على كلٍ، سيتابع الفريق بحثه في إختبار تأثير المركبات الناتجة على الطفيليات المسببة للملاريا في البشر، وكيفية عملها بهدف الوصول إلى أدوية فعالة وآمنة للاستخدام في البشر.

وفي لمحة مثيرة للإعجاب، تشير إلى ضرورة تشارك المجتمع العلمي لإيجاد حل لأزمة مرضية عالمية مثل الملاريا، تخلى الباحثون عن براءة اختراع هذه المركبات، ليتركوها متاحة لأي باحث آخر على مستوى العالم  يود الاطلاع عليها ودراستها،  ليستخدمها في تطوير علاجات للملاريا مستقبلًا.

هل ترغب بمعرفة كيف يتم التكاثر عند النحل أو ما يسمى بالتوالد البكري؟ اقرأ ملكة النحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مرتبطة
Total
0
Share